ما له (داعي)..

إن تصلك رسالة من مطراش بعد منتصف الليل تخبرك بأنه.. يرجى مراجعة المركز الفلاني بخصوص المركبة رقم... بعدها مباشرة تم تسجيل حادث لمركبتك….. مثل هذه الرسائل تجعلك تفكر كثيرا خاصةً وأنك لم ترتكب أي خطأ.. وتتساءل هل أرسلت لي بالخطأ؟!. أو أنك دعست على بريء في الشارع دون أن تشعر أو أنك اصطدمت بسيارة وهربت..!! إلخ. وكل ذلك لم يحصل، وإنك كنت تقود سيارتك بكل هدوء وحكمة.. هنا لا تستطيع النوم ولا تستطيع أن تؤجل الموضوع.. طبعا الرسالة تقول لك راجع المركز الفلاني ولا يوجد هاتف للاستفسار. هذا يعني يجب عليك الذهاب فورا إلى ذلك المركز ونحن في عصر السرعة والتكنولوجيا؟. تأخذ رقم المرور من الاستعلامات لا يوجد رد من المركز المختص ولا من مركز المرورالرئيسي.. تضطر إلى الاتصال ب999 وفعلا أنت محتاج للاتصال بهم لأهمية الموضوع وللترويع الذي بداخلك.. بعد التواصل معهم و-جزاهم الله خيراً- على سرعة الاستجابة وتأخذ الرقم الصحيح وتتصل بالقسم المختص، ومن شخص إلى آخر، وأنت تقول لهم بأن هناك خطأ في إرسال الرسالة من قبل مطراش لأنك سليم، وسيارتك سليمة، فلماذا يتم تسجيل حادث على رقم سيارتك؟!. المفاجأة: بعد تعاطف الضابط أو الشخص المختص -جزاه الله خيراً- دون الحاجة للمراجعة يشرح لك الموضوع بأن هناك من قدم شكوى على سيارتك.. ندخل في الموضوع المهم بأنه.. قد تطاير من سيارتك حجر صغير أصاب سيارة المشتكي خلفك!.. وقد تم تسجيل حادث عليك وما عليك سوى دفع مائة ريال في مطراش عن تقرير الحادث!. طبعا لدى المرور معلومات كافية عن شركة التأمين التي ستتولى نيابة عنك تصليح السيارة لصاحب الشكوى!. مثل هذه الأمور ولا أسميها حوادث بدأت تظهر لدينا ولم تكن موجودة سابقًا وأغلب المشتكين أجانب.. السؤال: ١- لماذا يقتنع المرور ويصدق فورا إفادة الشاكي ويسجل الحادث عليك ولم يتبقَّ سوى الدفع؟. ٢- كيف عرف المرور أن الحجارة من سيارتك دون غيرك؟ فقد تكون من السيارة التي أمامك. ٣- ما هذه الحجارة التي تصيب السيارة الأخرى وتسبب لها ضرراً بشكل واضح ونحن نعرف أن مثل ذلك الضرر يأخذ وقتاً ويتسع مع مرور الزمن وليس في نفس اللحظة، وسيارتك ليس بشاحنة ينزل منها تراب أو حجارة؟ ٤- أين المسافة الآمنة التي يتركها من خلفك؟ أما إذا كان الطريق مليئاً بالحجارة التي لا ترى ولا تستطيع السيارة تجاوزها لأنها غيرمرئية.. فهذه مسؤولية الجهة التي تركتها هناك ولم تقم بالتنظيف.. فلماذا لا يتم محاسبتها أو تغريمها..؟. أسئلة عديدة ليس لها إجابات مقنعة سوى أنك يمكن أن تتحول إلى محاكمة لأمر بسيط وتافه.. هل يعقل أن يستمر مثل هذا الأمر ويستطيع من يريد إصلاح زجاج سيارته الأمامي على سبيل المثال أن يلحق بأي سيارة ويأخذ رقمها والتأمين سيتكفل بكل شيء وما عليك سوى دفع 100 ريال لتقرير الشرطة. الغريب بعد دفع المبلغ تأتيك رسالة "..تم كف بحث عن المركبة..". يعني كنت من الذين يتم البحث عنهم لمجرد حجارة صغيرة لا تعلم عنها شيئا؟!. إنني أرى أن مثل هذا الأمر ما له (داعي) وغير منطقي ويجب إلغاؤه وأن يتم تغطيته من ضمن تأمين ضد الغير أو جعلها ضمن إصلاح الأضرار المجهولة المصدر.. كما يحصل لدينا أحيانا حين نخرج من المواقف ونجد خدوشاً في سياراتنا ونصلحها بأنفسنا دون أن نتهم أحداً.. القصد من ذلك ما له (داعي) إعطاء الفرصة لتلاعب أصحاب النفوس المريضة..