11 سبتمبر 2025

تسجيل

التأمل في الكائنات الحية (2-3)

11 أبريل 2022

قال تعالى في سورة غافر آية رقم (64) (ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين)، وفي هذه الآية بيان للتأمل والتفكير بأنه الله سبحانه وتعالى وهب للناس من الطعام والشراب الوانا مختلفة لذيذة مع انهم يستطيعون ان يعيشوا بخير على لون واحد من الطعام والشراب، ولكن رحمة الله تعالى ان وهبهم نعما لا تعد ولا تحصى من الخضار والفاكهة وأنواع متباينة من لحوم الحيوانات مثل (الاسماك - الدجاج - الماشية من الأغنام والابقار والشاه والجمال والغزلان) والمؤمن حين يتفكر بها ويشكر الله في كل مرة يجلس فيها لتناول الطعام بان الله انعم عليه بأنواع كثيرة ومختلفة من الطعام توافق طبيعته المفطور عليها من حب التمتع بهذه الأطعمة، فكل واحد منها الذ وأشهى من الاخر وفي نفس الوقت ضرورية للبقاء على قيد الحياة، فلو كانت بدون نكهة او كان طعمها سيئ او كانت ضارة او كان هناك عدد قليل من الأطعمة نتغذى عليها مما يسب مشكلات كثيرة منها نقص في الغذاء وعدم إمكانية تناول الطعام ولكن رحمة الله هي السبب الوحيد التي جعلت امامنا اطعمة بهذا الشكل الذي نشاهده على مائدة الإفطار من تنوع في الطعام والشراب واختلاف المذاق ومن هنا يجب علينا ان نتأمل الفاكهة وذلك من خلال: - أولا: - اختلاف اغلفتها والوانها: - سوف تدرك عظيم النعم التي فضلها ومنحها الله للإنسان بأن الموز والبرتقال والبطيخ بنوعيه الأصفر والاحمر وغيرها من الفاكهة كلها مخلوقة في اغلفة خاصة بها فقشرتها تحميها من التلف والفناء وتحفظ لها لذتها فبعد فترة قصيرة من تقشيرها تتحول الفاكهة الى اللون الأسود وتفسد وتجف فتصبح غير صالحة للأكل. ثانيا: - وجود أنواع مختلفة من الفاكهة في كل موسم: - هذا موضوع اخر لابد ان تتفكر فيه بفضل ونعمة من الله للناس انه في فصل الشتاء الذي يكون الناس فيه بأمس الحاجة الى فيتامين ج توجد فاكهة غنية بهذا الفيتامين مثل البرتقال والغريب فروت فيما تتوفر في الصيف أنواع الفاكهة التي تطفئ العطش مثل البطيخ بنوعيه الأحمر والاصفر والدراق والكرز فهي موجودة وقت احتياج الانسان في كل فترة من الزمن. ثالثا: - الصور الخلابة في اشكال الفاكهة التي أهدانا الله سبحانه وتعالى: - حين تكون على اغصانها او حيثما زرعت فمنظر المئات من حبات الفاكهة على غصن جاف اشبه بالعظمة وهي مربوطة اليه بأحكام ومملوءة بالعصارة من الداخل وما يظهر منها من لمعان وطريان بشكل خاص دليل اخر ان كل واحد من أنواعها قد خلقه الله بشكل معين، فعلى سبيل المثال: 1- عناقيد العنب: - تبدو وكأنها قد وضعت على اغصان الدوالي واحدة واحدة فقد خلق الله كل واحدة منها بشكل فريد وشكل لها مظهرا على الاغصان يجعلها تروق الناس. 2- الفراولة:- فاكهة مميزة جدا بطعمها وشكلها فبالأشكال التي عليها تبدو بتصميم فائق الدقة وبلونها الأحمر المنعش المتموج بأوراق خضراء في الأسفل فهي تشكل اسمى آيات الابداع الرباني وحلاوة طعمها لكونها خالية من البذور الكبيرة ولا قشرة لها مما يسهل اكلها وأنها تذكر الانسان بفاكهة الجنة في كونها تنبت بمعظم اجزائها في التراب وهذه دلاله عظيمة على ابداع الله وحكمته وعلمه فيما خلق، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى فاكهة الجنة في القرآن انها تبدو تكون جاهزة للقطاف وذلك قوله تعالى في اية (14) من سورة الانسان (ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا). وبالطبع ما ذكر هنا هو غيض من فيض فنعم الله أكثر من ان تعد وتحصى ومن يشاهد الطعام على مائدة الإفطار يتذكر قوله تعالى بسورة النحل آية 17-18 (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم). خبيرة بيولوجية ومدربة معتمدة [email protected]