18 سبتمبر 2025

تسجيل

مجرمون

11 أبريل 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); النفس البشرية لها احترامها بغض النظر عن دين صاحبها ومعتقدة، وقد مرّت جنازة يهودي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم فوقف لها فقيل: إنها جنازة يهودي؟ فقال: أليست نفسًا.اليوم هناك العديد من الدول والجماعات والأحزاب والأنظمة التي تتعدى على النفس البشرية فتقتلها دون وجه حق.النظام السوري يقتل الشعب بلا رحمة، ومن آخر جرائمه مجزرة خان شيخون، والتي استخدم النظام فيها الغازات السامة فقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتجاوز عدد الشهداء أكثر من ٢٠٠ شهيد، والنظام الروسي شريك له في هذه الجرائم.في العراق تُباد أسر وعوائل من قبل الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي، بحجة القضاء على داعش.في بورما يُقتل المسلمون على أيدي أحزاب دينية بوذية، وبرعاية وحماية من الحكومة البورمية، في جرائم يندى لها جبين الإنسانية.الصهاينة في فلسطين يُطلقون النار على العُزّل ويقتلونهم بدم بارد، ويتركون الضحية تنزف حتى الموت دون أن يسمحوا لأحد بإنقاذها أو إسعافها.هناك منظمات وأحزاب علمانية تقتل وتفجر في الأبرياء، وتُبرر جرائمها بدعوى نيل الاستقلال أو الحرية كما يفعل حزب العمال الكردستاني في تركيا.هناك بعض المسلمين من يُشارك في جرائم مشابهة، فقد يفجر في كنيسة أو مسجد - للسنة أو الشيعة - أو في مطعم أو ملهى، ويعتقد أنه بفعله هذا يتقرب إلى الله تعالى!! وأنه إذا قُتِل خلال هذه العمليات فإنه شهيد، وحور العين في انتظاره بالجنة!!إن من يفهم حقيقة العقيدة والدين الإسلامي يدرك تحريمه مثل هذا النوع من الجرائم، والتي يتم فيها التعدي على نفوس بشرية معصومة.فمن يقتل ذميّا أو معاهد فلن يدخل الجنة، كما أخبر بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام.ومن يقتل مسلما بغير حق فقد قال الله تعالى في حقه: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ".الجريمة في قتل النفس البشرية المعصومة مستنكرة، ويجب على كل عاقل أن يستهجنها ويشجبها ولا يفرح لها.ويجب على الدول والمنظمات العالمية أن تتحمل مسؤوليتها في إدانة هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، وعدم السماح بتكرارها.وواجب المنظمات الدولية - كهيئة الأمم ومجلس الأمن - أن تتعامل مع حرمة النفس البشرية بمسطرة واحدة.فلا تتحمس لإيقاف نزيف دماء هنا - فتشجب وتستنكر وترسل قوات لحمايتها - لأنها من ديانة معينة، وتهمل وتتخاذل وتتقاعس عن حماية دماء أخرى لأن أهلها مسلمون - سورية خير مثال.في ميزان الشرع والعقل والمنطق والقانون أن كل هؤلاء القتلة مجرمون. والمجرم لا ينبغي أن يفلت من العقوبة، لذلك على الدول أن تحمي مواطنيها ورعايا الدول الأخرى الذين يتواجدون على أراضيها.كما ينبغي على الدول جميعا تعزيز مفهوم التعايش السلمي في مناهجها التعليمية والتربوية، وكذلك في خطابها الديني.فإذا لم توجد مناهج صحيحة توجّه، وقوانين تعدل وتنصف، وقوة ضاربة تردع، فسيتحول العالم كله إلى برك من الدماء والأشلاء، وساعتها قل: على الدنيا السلام.