10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الأحداث في المنطقة مترابطة، حدث يرجعك إلى سابقه، بشكل متسلسل، تنامي نفوذ التنظيمات المتطرفة في العراق، لا يمكن أن ينفصل عن الاحتلال الأمريكي للعراق وإسقاط نظام صدام، وهذه الحرب الأمريكية لا يمكن قراءتها دون الرجوع إلى الغزو العراقي للكويت وحرب تحريرها، وذلك الغزو العراقي لا يمكن تفسيره دون الرجوع إلى نتائج الحرب العراقية الإيرانية، وهذه الحرب لا يمكن معرفة أسبابها دون العودة إلى الثورة الإيرانية، التي هي نقطة البداية لكل المشكلات التي ما زالت تشهدها المنطقة. ومنذ قيام هذه الثورة في عام 1979، والاحتلال الثوري الإيراني للسفارة الأمريكية في طهران، وقطع العلاقات الأمريكية الإيرانية، وواشنطن تميز بين ضفتي الخليج، وتعطي الأفضلية والحماية للضفة العربية منه، وتهمّش الفارسية وتسعى إلى عزلها عن المنطقة، ولكن تبعات الاحتلال الأمريكي للعراق وسقوط نظام صدام الذي كان يشكل نقطة توازن إستراتيجي في مواجهة النفوذ الإيراني، أدى إلى تغير المعادلة في المنطقة لصالح طهران، ما جعل إدارة أوباما تعيد الحسابات الأمريكية في المنطقة، وتسعى إلى التقارب مع إيران، وإعادة دمجها في معادلة الأمن في منطقة الخليج، دون النظر إلى هواجس دول الخليج العربية من التدخلات الإيرانية المريبة في المنطقة، وهي النقطة التي تشكل الركيزة الرئيسية في عقيدة أوباما، والتي تسعى إلى تسويق صيغة (6+1) ودمج دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران في معادلة أمنية مشتركة، هذه الصيغة التي طُرحت من جانب روسيا بعد حرب الخليج الثانية في بداية التسعينيات، ولكن حينها كانت واشنطن لا تتفق مع هذه الرؤية، وهو الأمر الذي اعتمدت عليه دول الخليج العربية، واعتقدت مخطئة بأنه يمكن الاعتماد الدائم على الحليف الأمريكي، ولكن حقيقة الأمر، بأن من يتتبع مسار السياسة الأمريكية في المنطقة والعالم، يدرك بأنها براجماتية وتقوم على أساس المصالح، وبالتالي فهي متغيرة، وفقًا لمعطيات كل مرحلة. ويبدو أن دول الخليج العربية أدركت هذه الحقيقة بعد التقارب الأمريكي الإيراني، فكانت عاصفة الحزم في اليمن، والتي كان من بين أهدافها إيصال رسالة لواشنطن قبل طهران بأن دول الخليج قادرة على حماية مصالحها بالاعتماد على قدراتها الذاتية، فمن الواضح بأن العلاقات الأمريكية الخليجية، وبالأخص السعودية، تشهد أزمة عدم ثقة غير مسبوقة، وقد ترسخ هذا الانطباع بعد مقابلة الرئيس أوباما الأخيرة مع مجلة Atlantic والتي انتقد فيها السعودية، واعتبر بأنها جزءٌ من المشكلة وليست جزءًا من الحل، وهي التصريحات التي سوف تلقي بظلالها على زيارة أوباما لمنطقة الخليج الشهر الجاري.