15 سبتمبر 2025

تسجيل

عبيد بن الأبرص والحيَّه

11 أبريل 2015

يقال إن الشاعر الجاهلي عبيد بن الأبرص سافر في ركب من بني أسد.. فبينما هم يسيرون إذا هم بشجاع "حَيَّة" يتمعك على الرمضاء فاتحاً فاه من العطش.. وكان مع عبيد فضلة من الماء فنزل فسقاه، فلما انتعش انساب في الرمل.. فلما كان الليل ونام القوم نَدَّت رواحلهم وتفرقت فلم يروا لها أثراً، فقام كل واحد منهم يطلب راحلته فتفرقوا في الصحراء.. وبينما عبيد يبحث عن راحلته ولكنه لم يجدها أيقن أنه هالك في هذه الصحراء لا محالة، وبينما هو كذلك إذ هو بهاتف يقول له: أَنَا الشجاعُ الذي أَلفَيتَنَي رَمضاًواللهُ يكشِفُ ضُرَّ الحائرِ الصاديفَجُدتَ بالماءِ لما ضَنَّ حامِلُهُتَكَرُّماً منكَ لم تَمنُن بإنكادِفالخيرُ أَبقى وإن طالَ الزمانُ بِهِوالشَّرُ أَخبثُ ما أَوعيتَ من زادِهذا جزاؤكَ منِّي لا أَمُنَّ بِهِفاذهب حميداً رعاكَ الخالقُ الهاديفأعطى هذا الهاتف لعبيد فرساً.. فلما ركب عبيد بن الأبرص الفرس ووصل سالماً إلى أهله ودياره قال مخاطباً الفرس:يا أيها البَكر قد أَنجيتَ من كُرَبٍومن همومٍ تُضِلّ المدلجَ الهاديأَلا تُخَبِّرنا باللهِ خالقنامن ذا الذي جادَ بالمعروفِ في الواديوارجِع حميداً فقد بَلَّغتَنا مِنَناًبُوركتَ من ذي سَنامٍ رائحٍ غاديويقال بأن البكر رد عليه قائلاً: أنا الشجاع.. مطلع الأبيات آنفة الذكر.. والله أعلم.. أين المشتري..؟في سنة 472 هجرية وصل الشاعر أبو عبدالله أحمد بن الخياط إلى مدينة حلب، وكان أميرها آنذاك أبو الفتيان ابن حيوس.. فكتب إليه ابن الخياط:لم يَبْقَ عندي ما يُباعُ بِدرهَمٍوكَفَاكَ منِّي مَنظري عن مَخْبريإلاَّ بَقيةُ ماءِ وَجْهٍ صُنتُهاعن أَنْ تُباعَ وأَيْنَ أَيْنَ المُشتري؟فقال أبو الفتيان: لو قال وأنتَ نعم المشتري لكان أحسن.وسلامتكم...