18 سبتمبر 2025
تسجيلبصدق.. كنت أضع احتمالات عدة في ظل الثورات القائمة الآن في الوطن العربي، وأن تظهر بعض الفرق الموالية وأخرى مناوئة لكل ما بات يعد في نظري كابوساً وهرولة نحو ما يسمى التغيير وهو في الحقيقة خدمة لمصالح غربية غريبة تنخر في عضد هذه الأمة دون أن نشعر بسريان الماء من تحت أرجلنا وكل ذلك لأجل ما نعدها يقظة وأخشى أن تكون سرقة علنية لأرضنا وعرضنا في ظل انشغالنا بتسمية أيام الجمع بأسماء تخدم كل فرقة وبساحات الاعتصام إلى مسميات مجلجلة لا يمكن أن تصف في معظمها حقيقة هؤلاء الذين تندس بين صفوفهم جهات تجد من هذه التجمعات فرصة ذهبية لبلوغ أهدافها المغرضة والتخريبية لأوطان يظنون وهماً انها ملك لهم وأنى لهم أن يملكوا أوطاناً؟!.. كل ذلك توقعناه أن يحدث وبالفعل تمثل لنا بصوره البشعة التي أثبتت ان لكل وطن خونة ولكل أرض طامعا فيها ولكل ثورة بنودها هناك من يمتلكها وهناك من يفتقر لأصغر مبادئها!..ولكني ما كنت أود في الحقيقة أن يحاول البعض دق اسفين غائر في عمق العلاقات القطرية - اليمنية وتغذي وسائل الإعلام من قنوات نزفه على الصورة التي نراها اليوم.. فقطر كانت وما زالت تنوء بنفسها عن الشبهات السياسية التي تجعل منها طرفاً في قضية أي دولة عربية شقيقة تشكو عدم الاستقرار على أرضها ورغم كل الأقاويل التي جعلت من الدوحة التي أصر على تسميتها بعاصمة السلام العربية طرفاً مؤثراً في أحداث اليمن وما يشهده هذا البلد من تغيرات ومتغيرات تعهد بنشر الفوضى من خلالها رأس التخريب حميد الأحمر في لقائه بمسؤول أمريكي عام 2009 نشرت تفاصيله صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلا ان قطر تسمو عن كل ما يقال ضدها حكومة واعية تعي بأن استقرار جنوب شبه الجزيرة العربية هو استقرار للمنطقة بأسرها وان الفوضى التي تنال من الأرض اليمنية اليوم يمكن أن تتسرب منها أخطبوطات صغيرة يمكن أن تطول أذرعها في يوم من الأيام إلى ما هو أبعد من خطوط الطول والعرض الخاصة باليمن لاسيما وان هذه الأخيرة تعد مركزاً لتنظيم القاعدة ولنشاط شيعي منتظم يمثله الحوثيون، بالإضافة إلى حراك جنوبي بائس يدعو إلى الرجعية واقتسام الكعكة اليمنية إلى نصفين يجهض كل نصف حق الآخر من ثرواته وخيره ونسبه وأصله ولذا فالقيادة القطرية تعي بأن مصلحة المنطقة يجب أن تكون مع الحلقة الأقوى وهي القادرة على دراسة فصولها بحسب ما تراه من تأثير المناوئين لحكومة علي صالح وجم القبائل والحشود الموالية له وإن ما اجتمعت عليه شعوب تونس ومصر وليبيا لا يتحقق في اليمن على أرض الواقع بحكم اختلاف الأخيرة عن سابقيها وعلى اليمن أن تتريث في إصدار أحكامها وأن تعي ان لسوء الفهم قنواته الواضحة التي يمكن أن تؤثر في ردات الفعل للمسؤولين اليمنيين والحكومة على حد سواء.. فمعالي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية يملك من الحنكة والخبرة والدبلوماسية ما يجعل حديثه سلساً ومفهوماً بأن قطر مع اليمن ومع استقراره ووحدة أراضيه ولم تكن هناك مبادرة متفردة قطرية تدعو إلى غير ما دعت إليه المبادرة الخليجية الموحدة والمنبثقة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والمكلفة بالنطق رسمياً بأسماء الحكومات التي يرأسها قادة حكماء وان ما قاله يتفق مع ما قاله الرئيس علي عبدالله صالح في ان السلطة يمكن أن تنتقل سلمياً لمن يصون أرض وعرض اليمن ولمن هو كفء لتحمل هذه الأمانة الثقيلة التي تحمي اليمن بأراضيه الشاسعة ووديانه وجباله ومحافظاته وقبائله وأحزابه وشعبه من شر الفتن والخراب وهذا ما تبحث عنه قطر وباقي دول الخليج وإلا ما ما معنى أن تنتقل السلطة إلى ثلة مخربين وفوضويين يقوضون أمن البلاد والعباد وكل ذلك يمكن بالتأكيد أن يؤثر على باقي الدول المحيطة وعلى منطقة الخليج عموماً والعودة بالأزمة إلى نقطة الصفر؟!.. كما ان الجزيرة والتي كشفت مؤامرة "خبيث الأحمر" في لقائه المذكور أعلاه بمسؤول أمريكي وتعهده بتقويض أمن اليمن يمكن أن نشتم من خلاله حيادية إعلامية على غير النهج الذي ساقته الجزيرة في تناولها لأحداث اليمن منذ بداية أزمتها لاسيما وان هذه الحقيقة المعلن عنها تقصم ظهر المعارضة اليمنية وانه كانت هناك نوايا سوداء مبيتة لتدمير اليمن وتنهيض قوى الشر فيه على الشكل الذي نراه اليوم من شباب مغرر فيهم تسيّرهم قوى حزب اللقاء المشترك بحماية المنشق علي محسن صالح الأحمر الذي يستحق هو الآخر رداً قوياً على تضليله وكذبه وسياسة القوة والدم التي يتبعها أمام وساطات السلام التي تشد رحالها إليه.. أرجوكم تريثوا وخذوا من الصبر كؤوساً تروي نفوسكم التائقة للسلام والهدوء والأمر يفوق الجزيرة بكثير.. فقطر كانت أولى الدول التي نزلت كاميراتها أرض عدن بعد حرب 94م وكان إعلامها من أشد وسائل الإعلام شراسة وضراوة في الدفاع عن وحدة واستقرار اليمن السعيد في الوقت التي كانت بعض أجهزة الإعلام الخليجي أبواقاً للحراك الجنوبي الخارج عن سياسة وحدة الدم والأرض والمصير كما ان الجزيرة التي تأخذ من قطر أرضاً لبثها وإطلاق صوتها هناك من قنوات الشر والفتنة والضلال ما تضمها أرض اليمن وتعيش وسط اليمنيين الموالين والناقدين للجزيرة نفسها وهي قناة سهيل التي يمتلكها حميد الأحمر نفسه وتستمد الجزيرة أحياناً أخباراً منها بالإضافة إلى امتلاكه شركة اتصالات تعد من أولى وكبرى شركات المحمول في اليمن وهي (سبأ فون) فماذا فعلت الحكومة لهذه القنوات الأخطبوطية التي تعمل ليل نهار وأمام أعينها ودون كلل أو ملل على تغذية قوى الشر والفتنة والخروج عن الشرعية الدستورية؟!..ألا تمتلك الحكومة حق قطع هذه الوسائل التي تصب الزيت على النار وهي الأولى بردم حفرها التي تغرر الشباب بالوقوع فيها أم ان سهيل قناة مستقلة وليست متحدثة باسم اليمن ولا تملك حكومتها يد السلطة عليها رغم امتلاك أحد رؤوسها وهو ابن الاحمر لها؟!..وهذا ما يمكن أن نطلقه على الجزيرة التي لا تعبر بلسان قطري حكومي وإنما قناة تنتهج استقلالية في خطها الإعلامي حتى وان بدا كلامي مستهجناً من الكثيرين ولكن ما يجب أن نستقي منه موقف قطر من الأزمة اليمنية هو ما تعبر عنه الفضائية القطرية الرسمية التي تمثل قطر حكومة وشعباً ومع ذلك كله فالإيمان المتنامي بداخلي ان قطر لا يمكن إلا أن تكون شقيقة لليمن وتلك الأخيرة لا يمكن إلا أن تبادلها نفس المشاعر ودعونا نتجاوز هذه المرحلة إلى ما بعد أزمة الشارع اليمني الحافل بكل صنوف البشر من مناوئ يجهل بنود الثورة وموالٍ يعتز بشرعيته ولقاء مشترك يخون أرضه وحكومة تزداد ثقة الشعب بها يوماً بعد يوم!.. اسمحوا لي إطالتي فإن عشقي لقطر لا يوازيه أي عشق بهذه الدنيا وحبي لليمن مثل تاريخ بلقيس وابنة ذي يزن لا يمكن إنكاره! فاصلة أخيرة: إلهي خلقت الذباب والطاووس.. أعطيت الأول جناحين ليطير لكنه أبى إلا ان يقع على النجاسة ومنحت الثاني ريشاً مبهراً لا يحمله ليطير لكنه يأبى إلا أن يطأ بقدميه القصور!.. سبحانك يارب!!.