17 سبتمبر 2025

تسجيل

المطلقة والمجتمع

11 أبريل 2011

الطلاق واقع ملموس في مجتمعنا وله أسباب عديدة وللأسف تتزايد نسبته يوما بعد يوم رغم كل المحاولات التي تبذلها الهيئات والمؤسسات المختصة بالأسرة، وكذلك أصحاب الشأن والمصلحون ولكنه يقع وبشكل كبير وقد تصل نسبته إلى 50% من المتزوجين والأسباب أكثرها تكون بسيطة تافهة وغالباً ما تكون من جانب الرجل الذي لا يتسع صدره لفهم مشاعر وأحاسيس زوجته أو لا يقدر ضعف المرأة ومدى تأثير عاطفتها عليها مما يزيد من غضبه ويلجأ إلى أبغض الحلال بكل سهولة ولا يكترث بأي شيء آخر سوى حبه لذاته وأنانيته المطلقة، ضارباً عرض الحائط بكل العواقب التي قد تنشأ بعد هذه الكلمة وتلك الممارسة العاجلة ولا يكترث بمصير الأولاد وغير ذلك من عواقب قد تعود على المطلقة أم أبنائه بالضرر النفسي والنظرة الخاطئة من البعض في المجتمع، وقد يقول أحد الأشخاص هي السبب وأقول له ألا تعلم لماذا كانت العصمة في يدك وأنت من يملك أن يقول (طالق) إذا كان لأدنى سبب ستطلق وتحّكم عاطفتك أكثر من عقلك فماذا تركت للمرأة؟! فأين قوة تحملك وصبرك وأين المعاشرة بإحسان ولماذا تجعل بعد ذلك التسريح بغير إحسان وكأن تلك المرأة التي هي أم لأولادك وحاضنة لهم عدوة لهم وتشن الحروب عليها.. بالطبع هذا ليس حال الجميع ولكن ينطبق على الغالبية. وقد درست بعض أسباب الطلاق التي اعتبرها مهمة بعد استبعاد الأسباب التافهة فوجدتها تتمثل بأن الرجل يضيق من زوجته ومطالباتها المالية وهو يحمل الكثير من الديون وخاصة ما يتعلق بزواجه والتكاليف الباهظة التي وضعها على نفسه لإتمام هذا الزواج وأسباب أخرى هي صغر سن الزوجين وعدم أخذ فترة خطوبة كافية لمعرفة كل منهما الآخر وكانت فترة الخطوبة هي إبراز كل منهما الجانب الحسن لديه وإخفاء الكثير من الجوانب السلبية وكأن المشروع تجاري وليس حياة زوجية وأسباب أخرى مثل الغيرة الزائدة عن الحد والشك في كل شيء من الجانبين، ومهما اختلفت الأسباب يقع الطلاق وتدخل المرأة أكثر من الرجل في مرحلة صعبة جدا قد تؤدي بالبعض من النساء إلى العديد من الأمراض النفسية فمن جانب ستستمر مطالباتها القضائية لسنوات عديدة للحصول على بعض الحقوق ومن جانب آخر يظل المجتمع ينهش فيها ويغمزها ويلمزها رغم محاولاتها العديدة بأن تثبت عكس ذلك وإنها إنما تريد أن تعيش بسلام وهدوء وتبحث عن الرزق الكريم لها ولأولادها، حيث إن الفتات التي يرمي بها بعض الأزواج لأبنائهم لا تكفي لسد جزء بسيط من احتياجاتهم وما ان تعمل المطلقة وتشارك في الحياة العامة إلا وتبدأ سهام المغرضين تتجه إليها فقط لأنها تحمل اسم مطلقة وهناك من العائلات لا ترضى بأن تزوج ابنها من مطلقة... وكأنها والعياذ بالله خارجة عن الدين أو الملة. فماذا تفعل المطلقة.. ومن ينصفها ولماذا تجد التجريح واللامبالاة من البعض حتى وفي الأماكن الرسمية وينسى الجميع بأنها قد تكون أُماً ولها حقوق وتسعى في سبيل رعاية نفسها وأولادها. أتمنى من الجهات المختصة نشر الوعي الثقافي عن هذه الفئة الكبيرة في المجتمع وكيفية معاملتها وأن المطلقة قد تكون أختك أو أمك أو قريبة لك.. فلماذا تسيء لها.. بدل أن تحترمها وتقدرها وتعرف مدى المعاناة التي تجدها في تحمل الكثير من أعباء الحياة، فلا تكون أنت والزمن عليها. أسأل الله السعادة والتوفيق للجميع وحياة هادئة مليئة بالحب والتقدير لكل أفراد المجتمع.