31 أكتوبر 2025

تسجيل

العالمية المرفوضة

11 مارس 2015

كأحد أبناء الجيل الحالي فإن جيلنا شغوف جدا بمتابعة كل ما يطرح في مواقع الشبكة العنكبوتية ونهم لقراءة الأخبار المثيرة والخارجة عن المألوف، وبالطبع فإن للأخبار العالمية مكانا ومتسعا كبيرا في هذا النهم، وبين مأساة كرة مصر التي لم يمض عليها شهر، ومصرع شخص في أعمال شغب في الدوري المغربي قبل يومين فإن الصحافة العالمية قد وجدت مصدرا دسما للحديث وبإسهاب عن هذه المآسي التي تتعرض لها بعض المسابقات للأسف في دولنا العربية، ووصلت للعالمية ولكن من ذلك الباب المرفوض والضيق.وحين يصل التعصب والتعنت الكروي إلى درجة إزهاق الأرواح فهنا يجب أن يوضع خندق أحمر وليس مجرد خط، فوفاة شخص واحد هي مأساة لأسرة بأكملها وفاجعة في نفس الوقت، والأسوأ أن يكون ذلك بسبب مستديرة وقطعة من البلاستيك كانت السبب الرئيسي في حدوث هذه الفاجعة أو المصيبة.وبالنسبة لنا نحمد الله على أننا لا نجد مثل هذه الحوادث أو المواقف في دورياتنا في دول الخليج العربي، ولكن صدقا والله نتمنى أن يعم هذا الهدوء والأمان في مختلف الدول العربية، وألا يصل التعصب الكروي إلى درجة الإيذاء البدني، فما بالكم بالقتل حتى ولو كان ذلك غير متعمد، الدور هنا هو دور الحكومات التي يجب أن تتعامل وبحسم وقوة صارمة جدا مع مثل هذه الحالات، وألا تكون العقوبة عادية حتى تكون رادعا لتكرار مثل هذه الأمثلة في المستقبل، دوما ما نقرأ ردود التعازي والمواساة وفتح تحقيق حول ملابسات ما حدث، ولكن بعد ذلك لا نشاهد تكملة فعلية للمسلسل الذي بدأ، وهو ما العقوبة المشددة التي فرضت على هذا الشخص.باختصار لكي تضمنوا عدم تكرار ما حدث في المستقبل فيجب أن يكون الجزاء من جنس العمل، حتى ولو كان غير متعمد، فالتشجيع والتعصب لا يجب أن يصل أبدا لهذه المستويات، ولا يجب أن يتحول إلى جنون يعمي معه صاحبه ويجعله يتصرف بهوجاء واستهتار بأرواح الآخرين أولا وسلامتهم، ثم بالممتلكات العامة، قد يقول قائل بأن ما حدث في الدوري المغربي هو مجرد حادث عارض لن يتكرر، فنرد عليه بأن خير مثال هو ما حدث في مصر للأسف قبل سنتين من الآن في حادثة المصري وبور سعيد، والتي تكررت بسيناريو مختلف لاحقا للأسف قبل أقل من شهر،, وتسببت في فاجعة جديدة لا يزال أهاليها يعيشون مصابها حتى الآن، لا لشيء ولكن لأن العقوبة لم تطبق على من تسبب بالفاجعة الأولى حتى الآن، وأصبحت الفوضى هي عنوان التشجيع في المرحلة الحالية بكل أسف وأسى.