12 سبتمبر 2025
تسجيلكان الأسبوع الماضي مليئا بالأخبار السلبية سياسياً، والتي ضايقت الكثير وأصبحت محور حديث المنازل والمجالس وأماكن العمال .. فالكل يستغرب ويسأل .. ما هي الخطوة القادمة في الخليج العربي؟ هل من المعقول أن نرى عددا من الدول المتشابهة دينياً وعرقياً وجغرافياً تختلف، ونرى ٢٣ دولة في الاتحاد الأوروبي والتي تختلف كثيراً في الدين واللغة والرأي .. تتوحد؟ إن رائحة السياسة نتنة جداً، ولا أحبها .. ولكن عندما أرى علاقات الأخوة تتفكك، يصبح من الواجب علي أن أكتب .. فدول الخليج العربي كانت كلها أرضا واحدة وهي شبه الجزيرة العربية التي أتى منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج منها الإسلام الذي دعا للسلام مع من حولنا. لقد كنا ننتظر بكل حماس .. القطارات التي تُقربنا من بعضنا في الخليج، والعملة الموحدة بينهم، والجسور التي تُسهل علينا زيارة بعضنا بوقت قصير جداً .. ولكن أصبحت كل هذه الأشياء .. مُجرد أحلام بعد الأحداث التي أحزنت الكثير هذه الفترة. في كل مرة أفتح فيها تويتر .. أرى الشعوب الخليجية تشتم وتكره بعضها وتتمنى الشر لبعضها البعض .. ظناً منهم أن تغريداتهم التي يسبون فيها غيرهم، سوف تنفع أوطانهم، ولكن في الحقيقة .. الدفاع عن الوطن عن طريق سب الآخرين، هو إساءة للوطن نفسه وانعكاس سلبي لأخلاق شعبه. إن سمو الأمير يجتهد كثيراً بجعل هذا الوطن أفضل، ويخطط جيداً قبل اتخاذ أي خطوة لقطر، ويحترم كل الدول ولا يقلل من شأن إحداها أو يجرح فيها .. ومن يحب هذا الوطن وقائده، عليه أن يتوقف عن مهاجمة باقي الشعوب التي تحاول إيذاء قطر بالكلام، والاقتداء بسمو الأمير بالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة والرد على السيئة بالحسنة. من الواجب الآن في هذه الظروف الصعبة .. أن ينطق كل شخص بكلمة يُحسن فيها الأمور، أو يصمت ولا يحاول إثارة الفتنة بين الأشقاء. يقول سمو الأمير في خطابه: "عرف القطريون من قديم الزمان بحسن أخلاقهم وكرمهم وتواضعهم وإقلالهم الكلام وإكثارهم العمل ونصرتهم للمظلوم" وعلى القطريين التمسك بهذه الأخلاق، مهما حاولت الظروف أن تستفزنا أو تُغضبنا. أتمنى أن تتحسن الأمور، فما يحدث الآن سلبي جداً ولا يُسعدنا .. ولا يفرح بتفكك الأشقاء إلا لئيم أو مُحب للفتنة..قال سبحانه:{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105 وأُذكر بأن كلنا سفراء لقطر، ومن واجب السفراء تمثيل الوطن خير تمثيل سواء في الحياة الواقعية أو في مواقع التواصل الاجتماعي، فكلمة واحدة من مُغرد قادرة على قلب قلوب الشعوب على بعضها، وكلمة طيبة قادرة على زرع الحُب في قلوب الشعوب المختلفة.