01 أكتوبر 2025
تسجيلفي مقال سابق تناولت الأمور الغريبة او الأخطاء التي تحصل عند العزاء في قطر بالنسبة للرجال. واليوم اتناول ما يحدث في مجتمعنا بالجانب الذي يكون فيه نساء. البعض من المعزيات يفاجئن اهل المتوفى بالزيارة في اي وقت، فمنهن من تأتي بعد نهاية الدوام، كبعض المدرسات عند الساعة الثانية ظهرا ومن المعزيات من تأتي الساعة الحادية عشرة ليلا، ويجب على اهل المتوفى من النساء رغم تعبهن الكبير ان يكن في استقبالهن في اي لحظة، او سيكثر عليهن الكلام واللوم. أما اشكال وملابس المعزيات، فحدث ولا حرج، تجد ألوان المكياج المختلفة والملابس المزركشة واستعراض لأنواع الشنط والإكسسوارات وما يخصصه البعض من عبايات تفصل فقط لهذه المناسبات. يغلب على مجالس العزاء عند النساء وكذلك عند الرجال الكلام في كل شيء ماعدا ذكر الله..!! للأسف اصبحت اماكن تقديم العزاء عند البعض هي فرصة للضحك والهمز واللمز والانشغال بالهواتف والجات بالبيبي والواتس اب..الخ ومتى؟ كل ذلك عند تقديم العزاء وتذكر الموت. بعض النساء يستمتع بالأحاديث ويظل فترة طويلة في المجلس مما يشغل اهل المتوفى ولا يعطي فرصة لغيره بالجلوس، حيث تشده احاديث الأزياء والبورصة وكذلك السياسة..!! مع تناول المرطبات والوجبات والالتقاء بالمعارف والصديقات. دخلت علينا الآن موضة جديدة، وهي شركات متخصصة للضيافة، وكأن من سيأتي للعزاء يجب ان يحظى بكل انواع الكرم الطائي الذي يفرض — بحكم المظاهر — على اهل المتوفى في الوقت الذي يكونون في اشد الحاجة لمن يقدم لهم ذلك. تلك الشركات تضع السجاد والكراسي وتحضر العاملات، وتكلفة العاملة الواحدة 200 ريال للساعة، هذا بالطبع غير مواد الضيافة والفرش، وتحتاج الحفلة عفوا العزاء الى اربع عاملات صباحا واربع مساءً والوقت مفتوح!! المرطبات التي تقدم في العزاء: الماء — القهوة — وانواع عديدة من العصائر — والبيبسي..الخ اما الشاي فهو تخصص ويجب ان يحتوى على الأتي: شاي احمر — شاي كرك — شاي زنجبيل — شاي اخضر — شاي بالزعفران — شاي بالفستق — شاي بالحبة الحمرا.. اما الغداء وخاصة في الأيام الثلاثة الأولى ولائم بما لا يقل عن عشرة آلاف ريال كل يوم. العشاء تطور كثيرا عند النساء، فأصبح يتكون من بوفيه مفتوح من ارقى المطاعم او الفنادق بتكلفة يومية لا تقل عن 8000 ريال ولمدة مفتوحة حسب عدد توافد المعزين. وكما هو معروف لدينا ان العزاء عند النساء قد يصل الى الشهر، ويجب على جميع اهل المتوفى من النساء الاستعداد لذلك وإلا يكون مقصرات. يتخذ البعض داعيات لإعطاء المواعظ في وقت العزاء، والغريب ان الداعيات لا يعترضن على تبرج بعض النساء او الإسراف حتى ولو كانت حالة اهل المتوفى ضعيفة، وانما يزعجهن كثيرا المقاطعة للسلام وهو هدف المعزين وليس الاستماع الى الدروس التي يمكن ان يجدوها في اي مكان آخر. هناك من يضع مصاحف للقراءة او تشغيل شريط قرآن، ويفتي البعض بإغلاقه نظرا لوجود سوالف..الخ في النهاية يتضح لنا أن تقديم العزاء عند الكثيرين في مجتمعنا وخاصة النساء يتم وسط مظاهر خادعة وتناقضات غريبة لا اساس لها ولم نعتدها من قبل. نتمنى ان يتفهم المجتمع المغزى الحقيقي من العزاء وان يتقيدوا بوقت معين لتقديمة، مثلا من بعد صلاة العصر الى اذان العشاء، والا يزيد على ثلاثة ايام، مبتعدين فيه عن المغالاة وحب المظاهر وانما يحتسبون الأجر عند الله سبحانه وتعالى.