30 سبتمبر 2025

تسجيل

مراسم العزاء

11 فبراير 2013

رحم الله موتى جميع المسلمين ولا أراكم الله مكروها، تجري العادة هنا في قطر، أن يكون العزاء لمدة ثلاثة أيام متواصلة ويهب ولله الحمد جميع الناس الذين يعرفون المتوفى أو أهله بأداء واجب العزاء خلال هذه الأيام الثلاثة كسبا للأجر وحبا في الوقوف مع أهل المتوفى، وكما تعارف عليه أهل قطر من مساندتهم لبعضهم البعض في السراء والضراء. ويختلف العزاء في قطر عن بعض الدول، ففي بعض الدول العربية يكون العزاء فقط بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، لثلاثة أيام، وبعضها عند الدفن في المقبرة، وهناك من يكون في الفترة المسائية فقط.... إلخ، من اختلافات. أما في قطر فنلاحظ أن العزاء يبدأ من بعد الدفن مباشرة إلى نهاية اليوم الثالث على أقل تقدير منذ طلوع الشمس وإلى الساعة العاشرة ليلا بشكل متواصل، اللهم إن كانت هناك استراحة بسيطة لتناول الغداء من الواحدة إلى الثالثة، كل ذلك يتطلب من أقارب المتوفى الوجود طوال هذه الفترة وترك جميع أعمالهم ومصالحهم وحتى رعاية أهلهم والتركيز على استقبال المعزين وإن تخلف أحدهم ولم يجده معز فقد يأخذ في نفسه شيئا منه، فالتوقف الكامل للأعمال قد يؤدي إلى إرباك كبير لمسؤول في تأدية عمله وقطع نشاطاته وإن كان أقارب المتوفى جميعا من إدارة واحدة فقد تشل حركة تلك الإدارة وتتعطل مصالح الناس. غير أن الفترة الطويلة التي يجب أن يلتزم بها أقارب المتوفى تجهدهم وتؤثر على صحتهم، والذي يحدث في بعض مجالس العزاء للأسف يصعب تخيله فقد يكثر فيها الهرج والمرج والقذف ويقل فيها ذكر الله والبعض منها يكون فرصة لتبادل المصالح والأهداف الدنيوية، وقد يسري ذلك على البعض الذي يأتي للدفن ويقف على القبر دون أي عظة ولا تذكر الآخرة، بل ينهي أعماله بالتليفون ويبيع ويشتري بالبورصة كما يشاء. وفي العزاء يتكلف بعض أهل المتوفى بإطعام من يكون عندهم في المجلس بعمل الولائم لهم عكس ما هو وارد في السنة بأن الناس عليهم إطعام أهل المتوفى إن أمكن، وتجد أحيانا أن البعض من أهل المتوفى يشق عليه إطعام المعزين فيضطر الى أن يستلف لذلك!! وما ينطبق على الرجال تجده يزيد للأسف عند النساء، فالكثير من النساء لا يتقيدن بالأيام الثلاثة، ولكن يظل العزاء لديهن مفتوحا لشهر أو شهرين وليس اتباع ما ورد في السنة، وكما ورد في السنة أن يكون العزاء بعد الدفن ولا تعطل الأعمال، بل يعزون بعضهم بعضا وهم في أعمالهم أو حسب المصادفة. إنني لا أقلل من قيمة هذا المبدأ الديني ولكن أرجو أن يطبق بالشكل الصحيح كسبا للأجر ونفعا للناس، وأقترح أن يخصص وقت معين للعزاء وهو بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء لمدة ثلاثة أيام، وأن يتقيد به الناس ويكون لتطبيق ذلك شيء من الراحة لأهل المتوفى وضمانا لإنهاء أعمالهم ومصالحهم ورؤية أهلهم والاطمئنان عليهم. لا أراكم الله مكروها وعظم الله أجر كل من توفي له فقيد، واسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته "إنا لله وإنا إليه راجعون"