الاعتذار

جميل ان يبقى اتصالنا مع من هم حولنا، والاجمل ان يكون رقي التعامل هو طابعُ اساسي يغلب علينا، وان اخطأنا يجب علينا الاعتذار لا الكبرياء وتبرير انفسنا، وتجاهل مشاعر الاخرين، والتعدي على ابسط حقوقهم وهو (نسياننا كيفية احترامهم )، ما يسمى (بالميانه) هذا فقط نستخدمه بين اصدقائنا المقربين الذين نحن على يقين انهم لا يتركون للغضب و(الزعل) مجالاً للدخول الى علاقاتنا، وهذا لا يعني ان نتجاوز كل الخطوط الحمراء بحجة (الميانه والصداقة)، فلكل شخص صبرٌ محدود وخطوط لا يحب ان يتجاوزها الاخرون. للاسف الشديد ان هناك فئة كبيرة تعتقد بان على الاخرين ان يتقبلوا ويتحملوا ما يبدر منا، وما يصدر يتخلل بعض الضحكات ونخطيء ثم نذهب ادراجنا وكأن شيئا لم يحصل، وهذا هو الخطأ الاكبر، نحن لا نعاني فقط من الجهل باساليب الاعتذار، لكننا نعاند ونتكبر بحجة (الكرامة التي لا تسمح لنا بذلك )، ونظن ان الاعتذار بمثابة الهزيمة او الانقاص للشخصية وللمقام، فهل ذلك يعني اننا نعيش في حرب مع الاخرين. امثلة من حياتنا اليومية: نجد ان المدير لا يعتذر للموظفين لان مركزه لا يسمح له بذلك، (عادي جداً) ان يتفوه بكلمات تهد الجبال لا الانسان، ويتعالى ثم يعطيك ظهره ويخرج دون ان يبرر لك موقفه او يستسمح منك بحجة ان الغضب قد تمكن منه، فهذا الشيء اصبح بعيداً عن مديري اليوم، الا من رحم الله. (سوري) sorry تستخدمها في مواقف عابرة لا تحتاج منك تلك الكلمة الدخيلة، لكن في المواقف الحقيقية تدس رأسك كالنعامة وكلمة (اسف) تصبح عليك صعبة جداً وهذا اكبر دليل انك تفتقد مهارة الاتصال الاجتماعي الذي اساسه الاعتذار، ولا يأتي الاعتذار بمجرد النطق به لانهاء الموضوع، لكن يجب ان تدرك حين اعتذارك انك تشعر بالندم، وتتحمل المسؤولية الكبيرة، والاهم من ذلك رغبتك الشديدة في اصلاح الخطأ الذي بدر منك. الكثيرون يسردون الظروف ويجعلونها في صفهم كأن يبررون التصرف الذي جعلهم يتمادون مع علمهم التام انهم على خطأ، فهذا (احقر نوع) من بني ادم، لان كبرياءه يطغى على تصرفه واعتذاره مزيف فلله نشكو حاله. نقطة: تذكر انك حينما تعتذر لا ينقص منك شيئا ابدا، فبالعكس تثبت تربيتك اولاً، ثم مدى تمسكك بالطرف الاخر وانك لا تريد ان تخسره، واعلم ان الذي يعتذر هو باعين الناس شخص كبير له احترامه ومحبته في قلوب الاخرين، جميل ان يقال عنك صاحب قلب كبير وتعتذر، وتتثبت بغيابك حضورك. لحظة: ان اردت ان تعيش مع الاخرين ويكون لديك اصدقاء ومحبون لا ترتقي عليهم بل حاول ان ترتقي بهم وتذكر ان الاعتذار هو فن بذاته عليك ان تتعلمه. نقطة: تذكر عندما يعتذر منك شخص يجب عليك اما ان تتقبل اعتذاره او رفضه ولا داعِ لان تحتقره وتظهر وقاحتك فاعتذاره قوة وليس ضعفا