01 أكتوبر 2025

تسجيل

الكيك والزحف المبارك!

11 فبراير 2013

في الأسبوع الماضي أرسل لي أحد القراء يطالبني بالحديث عن قضايا تهم الشباب العربي ويخص بالحديث النهم المبالغ فيه لمواقع التواصل الاجتماعي والتي أصبحت في متناول يد كل مراهق عبر تطبيقات الهواتف الذكية. والحقيقة أنني كنت بصدد الكتابة عنها خاصة مع ملاحظتي للصعود الكبير للعرب في تلك المواقع واحتلالهم للمراكز الأولى..فهل هو من باب التميز أم من باب الفراغ أم من باب قلة وسائل الترفية في مجتمعاتنا؟!! الغزو العربي لمواقع التواصل الاجتماعي بحسب تقرير عملي حديث صادر عن مركز مدار للأبحاث والتطوير يكشف عن احتلال السعودية للمركز الأول من حيث استخدام شبكات التواصل الاجتماعية وأن السعودية تساهم بـ28 بالمائة من المحتوى الرقمي العربي. وأظهر التقرير أيضاً احتلال مصر المرتبة الأولى عربيا والمرتبة 21 عالميا من حيث مستخدمي الفيس بوك إذا تجاوز عدد المستخدمين 11 مليون مستخدم فيما جاءت السعودية في المرتبة الثانية بما يربو على5 ملايين مستخدم تلتها المغرب في المركز الثالث بنحو 4 ملايين مستخدم. أما بالنسبة لتويتر فالسعودية تحتل المركز الأول عربيا من حيث نسبة مستخدمي تويتر فالسعوديون يقودون العالم العربي بأكثر من800 ألف مستخدم نشط يمثلون 37% يليهم الكويتيون بـ371 ألف مستخدم نشط يمثلون نسبة 17%. ثم مصر 296 ألف مستخدم نشط يمثلون نسبة 14% من مستخدمي تويتر النشطين في العالم العربي. ولم يكتفي شبابنا بتلك الانتصارات وقرروا غزو موقع الكييك-الخاص بالتدوين المرئي- كما فعلوا في مواقع التواصل الأخرى ويحتلوا – كالعادة – الصدارة في قائمة أكثر دول العالم زيارة للموقع ونشرا لمقاطع الفيديو. وبحسب تقرير لصحيفة الاقتصادية السعودية يشكل السعوديين ثلث زوار الموقع بنسبة 33.2% يليهم الأمريكان بنسبة 19.5% وفي المركز الثالث الكويتيين بنسبة 6.3% ثم الإماراتيين بنسبة5.5% وفي المركز التاسع سلطنة عمان بنسبة 1.5%. الغزوة الأخيرة للشباب العربي لم تكن موفقة كما حدث في تويتر والفيس بوك والتي أحدث فيها الشباب تأثيرا كبيرا وإيجابيا وقادوا التغيير في بلدانهم -كما حدث في ثورات الربيع العربي- فقلة قليلة استثمروا موقع الكيك لإبراز مواهبهم أو لتسجيل رسائل فيديو سامية تدعو للتبرع للفقراء والأعمال التطوعية بينما الغالبية العظمى من الشباب استثمروه في بث تسجيلات شخصية تتطرق لنوعية سياراتهم أو ماذا يأكلون أو التنمر والسخرية من المقاطع التي ينشرها بعض الزائرون خاصة من فئة الأطفال والمراهقين. بينما تستعرض معظم الفتيات في الموقع -مستعينات بالنقاب والشماغ لإخفاء هوياتهن- مواهبهم في الغناء والرقص والتعري فما الذي يريد أن يصل إليه هؤلاء الشباب والفتيات من بث تلك المقاطع المخجلة والمعيبة أهو طلب السخرية أم البحث عن الشهرة حتى لو كانت سلبية؟! انتشار تلك المقاطع وبسرعة هائلة في مواقع التواصل الاجتماعي أثبت أن لدينا مشكلة في التعامل مع التقنيات الحديثة فبدلاً من استخدامنا واستثمارنا لإمكاناتها المذهلة وتوظيفها لإبراز مواهبنا وطرح الآراء والأفكار حول مختلف القضايا التي تهم الشباب يحول البعض نفسه إلى مادة للسخرية والتندر وخلال 36 ثانية ! نحن بحاجة ماسة لتجاهل موجة مقاطع الكيك التي ليس لها لا لون ولا طعم ولا حتى رائحة والتي تسيء لأصحابها وعائلتهم قبل مجتمعاتهم حتى لا نساهم في انتشارها وحتى يدرك أصحابها تفاهة أطروحاتهم فيراجعوا أنفسهم ويرتقوا بما ينشرونه من مقاطع.