11 سبتمبر 2025
تسجيلكنا نعتقد من واقع الإفراط في حسن النية ، بأن عصر الانفراد الاستبدادي قد ولى وانتهى مع نهاية المعسكر الشيوعي وتلاشي الأنظمة الشمولية بأساليبها المتوحشة، وبأن عصر الحريات وضمان حقوق الإنسان قد أزف مع تبلور ما سمي في حينه بالنظام العالمي الجديد اعتبارا من عام 1991!! ، إلا أن ماحصل بعد ذلك كان يمثل كارثة حقيقية ونكوصا مريعا عن كل الشعارات والطموحات والأهداف والنوايا التي بشرت بإنبثاق عالم جديد لا يكون لسطوة القوة الغاشمة فيه تأثيراتها المدمرة، عالم يصطف لنصرة المظلوم، ويدافع عن الشعوب المستضعفة، وتكون القوة فيه لحجة المنطق والسلام لا لحجة البطش والعدوان! ، فمنذ اختلال الموازين في الشرق القديم مع الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 والذي أنتج أوضاعا كارثية عاشها العراق ومعه شعوب المنطقة بأسرها، والعالم العربي يسير من سيئ لأسوأ ، فقد تم تدمير العراق تحت ضجيج شعارات الحرية وحقوق الإنسان و تدمير أسلحة الدمار الشامل! فانجلى غبار المعركة الطاحنة عن تدمير شامل للعراق دون العثور على قطعة واحدة من أسلحة الدمار الشامل المزعومة ! ثم تكالبت على السلطة البديلة في العراق جماعات وأحزاب وتجمعات لاعلاقة لها بالحرية ولا بالديمقراطية ، بل تم تدمير العراق وتشطيره وتقسيمه طائفيا وعرقيا حتى أضحى اليوم تحت مذبح (الإفلاس) الشامل، بل لربما نهاية حقيقية للعراق الذي عرفه العالم منذ ما يقارب القرن من الزمان، اليوم يقف العالم على قدميه وهو يتابع المآسي الإنسانية الجارية فوق الأرض السورية منذ خمسة أعوام و التي أنتجت أجيالا سورية ضائعة ، وبحصيلة مئات الآلاف من القتلى ، وملايين المشردين الذين توزعوا في الشرق والغرب و سببوا بأكبر أزمة لاجئين في التاريخ المعاصر؟ ، فحرب التجويع المخزية التي يمارسها النظام الإرهابي السوري، هي حرب إرهابية بإمتياز لكونها تتعارض بالكامل مع أبسط حقوق الإنسان ، كما أنها مسمار مسموم يدق في نعش الضمير الدولي الميت لدول تدعي أنها كبرى! بينما ممارساتها وأخلاقياتها بل وعدوانيتها لا تستحق توصيف (الكبرى )! ، فإرهاب الدولة الروسية في بر الشام وإستعمال الأسلحة المحرمة دوليا، ومناصرة نظام إرهابي مجرم فاقد للشرعية كالنظام السوري وحلفائه من البرابرة و القتلة، جميعها تصرفات عدوانية رثة لا علاقة لها بدول متحضرة تدعي حرصها على السلام العالمي، بينما تمعن قتلا وتمزيقا وإرهابا في الشعوب الضعيفة المنتفضة على الظلم والعدوان!، مأساة مدينة (مضايا) وريف دمشق تمثل التحدي الحقيقي للدول الكبرى وللمؤسسات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان والتي وقفت عاجزة بالكامل أمام هذه الكارثة الإنسانية المروعة، حيث يباد الأطفال وتسحق الإنسانية، والغرب والشرق يراقب ويتأسف فقط لاغير؟... ترى أين الفروسية في النظام الدولي الظالم الغاشم؟، ولماذا لا تشكل قوات أزمة دولية تفك حصار المحاصرين وتمنع الفاشيين من ممارسة هوايتهم في إبادة الشعوب؟ مأساة مضايا تثير أسئلة وهواجس عديدة حول أخلاقيات الدول الكبرى في إدارة الأزمات والحروب . ترى من سيطمر حقول الموت السورية المتجددة التي يديرها بشار أسد وحلفاؤه من الفاشست؟ وأين مسؤولية الدول الكبرى في حماية الشعوب المستضعفة والمظلومة؟أسئلة هائمة تبحث عن إجابة لن تصل قطعا..؟