15 سبتمبر 2025

تسجيل

هذا الفعل يخالف الإسلام ويناقض مبادئه!

11 يناير 2015

الهجوم على الصحيفة الفرنسية قبل عدة أيام من قبل بعض المسلحين المسلمين كما تذكر الأنباء، ومقتل ما يقرب من17 شخصا يعملون بهذه الصحافة، وغيرهم من القتلى بعد المطاردة العسكرية الفرنسية لهم، ليس من الإسلام في شيء أبداً هذه الأفعال، بل وتخالف للإسلام ونصوصه الشرعية، لأن القتل العشوائي دون دليل، ودون وجه حق، يرفضه الإسلام تماما، وليس له مبرر على الإطلاق، وهذه الأفعال وغيرها من أفعال المتطرفين الجهلة تخالف الدين والواقع حيث يعيش في الغرب عشرات الملايين من المسلمين، وهذه الأفاعيل غير المقبولة، تضر الإسلام في الغرب الذي يعتبر أكثر الأديان انتشارا بالكلمة الطيبة والسلوك الحسن، والحقيقة هذا الفعل سيجر على المسلمين في الغرب الكثير من المتاعب والمشاكل، كما جرت أفعال سابقة كلنا نعرفها، إن صح أنه من فعل المسلمين. البعض ممن تابع هذا الحادث يقول: إن الصحيفة التي تمت مهاجمتها من قبل هؤلاء المجموعة، نشرت رسوما مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم قبل فترة! فقلت لهم لنعد قليلا إلى العصر الأول الإسلامي لنرى ما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام، عندما تمت الإساءة إليه؟ حيث قالوا عنه إنه مجنون، وقالوا ساحرا، وكاذبا، وقالوا إن الآيات تملى عليه بكرة وأصيلا، وآذوه بكل أنواع الأذى، كما تذكر الإخبار المؤلفات في هذا الصدد، وآخرها الطرد من مكة وغيرها من الأفعال لا يتسع المقام لذكرها وشرحها، وعندما فتحت مكة بانتصار الإسلام على الشرك، وجاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) إليها، ماذا قال: قال قولته الشهيرة عليه الصلاة والسلام (فاذهبوا فأنتم الطلقاء) هذه هي قيم الإسلام، وهذه هي أخلاق النبي القدوة، الذي يجب أن نسير على هداه في سيرته وقيمه التي أرساها هذا الرسول الكريم.. ولا يجب أن نزايد على قيم الإسلام.. ونتجه للانتقام، ونخالف ما وضعه هذا الدين من قيم وسلوك في كل جوانب حياتنا.صحيح أن الغرب من خلال بعض مؤسسات صناعة القرار في الغرب استغلت بعض الممارسات الخاطئة من بعض المسلمين وحاولت ولا تزال أن تلصقها بدين الإسلام نفسه وقالوا ـ بعض هؤلاء ـ صراحة إن الإرهاب والتطرف يكمن في تعاليم الإسلام، وإن الإرهاب الذي حدث في 11 سبتمبر 2001 ـ كما قالوا ـ ينبع من هذا الدين الذي يحث على الكراهية وعلى العنف ضد الآخر وهذا القول مجانب للحقيقة فلم يسبق لدين من الأديان أن تعامل مع الآخر بإنصاف وانفتاح مثل الدين الإسلامي وباعتراف الكثير من الباحثين الغربيين أنفسهم. والغريب أن ما حدث للشعب البوسني في أواخر القرن الماضي من قتل وتنكيل وإرهاب وفظائع رهيبة لم تشهده الإنسانية من قبل الدولة الصربية، فإنه لم يقل أحد إن الديانة المسيحية أو الكنيسة الأرثوذكسية هي السبب في هذا الإرهاب والقتل والتنكيل في الشعب البوسني المسلم، بل قيل إن الصرب هم الذين قاموا بهذه المجازر وهم الذين مارسوا هذا الإرهاب وبرئوا الديانة المسيحية من هذه الأفعال. إلا في حالة الدين الإسلامي، فإذا ما تحرك حجرٌ إلا قيل وراءه الإسلام ودين الإسلام؟!وما قاله الشيخ د. يوسف القرضاوي صحيح في كتابه القيم (فقه الجهاد) بأن فقه هؤلاء "فقه أعوج، وفهم أعرج، يعتريه الخلل والخطل من كل جانب. ويحتاج من فقهاء الأمة إلى وقفة علمية متأنية: لمناقشتهم في أفكارهم هذه، والرد عليهم فيما أخطأوا فيه، في ضوء الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وإجماع الأمة.فهناك خلل في فقه الجهاد والنظرة إلى غير المسلمين، واعتقادهم في وجوب قتال كل الكفار، وهناك خلل في فقه تغيير المنكر بالقوة، وماله من شروط يجب أن تراعى. وهناك خلل في فقه الخروج على الحكام.ولقد حذر رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ـ كما يشير د. القرضاوي ـ من الأعمال الطائشة والتصرفات الرعناء، التي قد يقوم بها بعض الناس الطيبين، بنوايا حسنة، وبواعث نبيلة، دون أن ينظروا في مآلاتها، ويفكروا في وخيم عواقبها، وذلك لقصر نظرهم، وضيق أفقهم، فما لم يتنبه المجتمع لهم، ويأخذ على أيديهم، ويمنعهم من الاستمرار في تفكيرهم الأخرق، فإنهم سيودون بالمجتمع كله، وينتهي بهم طيشهم إلى هلاكهم وهلاك الجماعة كلها معهم.ولذا حذر الرسول الكريم الجماعة – ممثلة في أهل البصيرة وأولي العلم والحكمة – أن تتيقظ لهم، وتأخذهم على أيديهم، وتمنعهم من تنفيذ ما فكروا فيه، وعقدوا عليه العزم، حفظاً لوجود الجماعة كلها، وحرصاً على حياتها وحياتهم معها".إن للتكفير مخاطر عديدة ومحاذير جمة، كما يقول الشيخ حسن الخشن، "وانعكاسات سلبية على المكفر والمكفر، الأمر الذي يستدعي التروي في الإقدام عليه والخوض فيه، فبالإضافة إلى أن إخراج شخص من الدين ورميه بالكفر هو معصية كبيرة وذنب عظيم لا يرتكبه المسلم الذي يريد الاحتياط لدينه، فإن له مضاعفات عديدة على الشخص المكفر وعائلته وذويه، لأنه – أعني بالتكفير – يستتبع الحكم بارتداده وإهدار دمه وماله والتفريق بينه وبين زوجته، ومعاملته معاملة الكفار لجهة الميراث والزواج وغيرهما بما في ذلك ترك الصلاة عليه بعد موته ومنع دفنه في مقابر المسلمين، وذلك سيؤدي إلى محاصرته وعزله نفسياً واجتماعياً ونبذه من قبل المسلمين وترك التعامل معه، وتزداد عزلته إذا قلنا بنجاسته وحرمة ذبائحه وترك مؤاكلته كما عليه جمع من فقهاء المسلمين.***كنت في حوار على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، وللأسف البعض تقصه فهم الإسلام الصحيح، وقالوا فيما معناه إن هؤلاء ردوا على الرسول صلى الله عليه الإساءة، وقلت وإن صح ذلك، فهذا ليس من حق آحاد من الناس، أن يقول بهذا العمل، وليس هناك دليل شرعي، يجيز لهم أن يقوموا بهذا العمل بل هو مخالف، وافتئات على من له الحق في ذلك، هذه الفوضى في الأفعال الخاطئة جرت وتجر على المسلمين الكثير من المتاعب والمشاكل، وأول هؤلاء ـ كما أشرت المسلمون في الغرب ـ الذين عانوا وسيعانون من أفعال هؤلاء الكثير والكثير، ونرجو من العقلاء والعلماء التركيز على قضايا الفهم الصحيح للإسلام، هناك مفاهيم خاطئة الإسلام، وهؤلاء بأفعالهم يخدمون أعداء الإسلام، ويسهمون في إدخال أمة الإسلام في صراعات هي في غنى عنها، ومنها ما جرى مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس.