14 سبتمبر 2025
تسجيليمثل معرض الكتاب تجمعا وعرسا ثقافيا للأدب والفن والفكر وعشاق المعرفة والنور والمحبة والسلام لأن أثمن ما يتركه الإنسان ولا يفنى زمنا بعد زمن هي المعرفة بشتى أنواعها وفي أي مجال.والحقيقة، أهمية معرض الدوحة هذا العام تكمن في عدة أسباب: إن هذه الدورة هي الخامسة والعشرين من عمره الجميل أي اليوبيل الفضي والثاني هو انتقاله لمركز قطر للؤتمرات بكل ما يحمل من إمكانيات وتجهيزات تليق حقا بقطر عاصمة الثقافة العربية كل عام وعلى الدوام.إن مشاركة أكثر من 450 دار نشر تمثل 29 دولة عربية وأجنبية، فضلا عن 72 مشاركا عبر توكيل دور نشر أخرى، ووجود أكثر من 12 ألف عنوان في مختلف المجالات، منها أكثر من 2500 عنوان باللغات الأجنبية، وتم تخصيص 79 جناحا لكتب الأطفال و15 جناحا للتقنيات المعلوماتية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك اهمية هذا المعرض وقوته وتنافسيته مع المعارض في البلدان المجاورة.كما أرى أن هدف معرض الدوحة للكتاب هو إحياء اهتمام الناس بعالم الكتب والتأكيد على أهمية الكتاب باعتباره أداة بالغة الأهمية للتنمية المعرفية والتقدم.كما يمثل المعرض فرصة مهمة لعشاق القراءة لاختيار ما يناسبهم من بين مجموعات شديدة الغنى والتنوع من الكتب بمختلف اللغات وفي شتى ميادين المعرفة.وبكل تأكيد إن أي دولة تحرص على الاهتمام بمعرضها للكتاب وتطويره وتنميته تطمح أن تكون مركز تجارة الكتب العربية ونقطة الارتكاز لتجار وموزعي وناشري الكتب في منطقتها وهذا ما تسعى إليه الدوحة.وقد برز دور قطر باعتبارها قوة دافعة مهمة لحركة التنمية المهنية والتجارية لقطاع النشر في المنطقة قاطبة بما تقدمه وزارة الثقافة والفنون والتراث من إصدارات في كافة مناحي المعرفة وشرائها لدار نشر بلومزبري العالمية بما تمثله من ثقل دولي كبير كما أكدت التزامها التام تجاه توسع صناعة النشر العالمية على المدى الطويل.ولأني من المتابعين لهذا المعرض منذ مدة طويلة أؤكد أنه في سرعة في النمو حيث تزيد الكتب المعروضة، ويجتذب المعرض أعداداً ضخمة من الناشرين وموزعي الكتب والقراء من كل أرجاء العالم للحضور في هذا السوق التجاري النشط والمهم لكبريات دور النشر العالمية.وإذا عدنا لكيفية ولادة وإقامة معارض الكتب يؤكد الباحثون انها تأتي من رؤيتين، الأولى اقتصادية وتقوم على تضييق المساحة الجغرافية أمام طالب الكتاب والباحث عن الجديد في عالم الثقافة، وبالتالي إتاحة الفرصة أمام الناشر لعرض جديده أمام أكبر شريحة ممكنة من الناس.والثانية ثقافية، فتخلق جوا من التفاعل الفكري أولا بين رواد المعرض، وبأنه يشكل منبرا مفتوحا على كل الثقافات، فتظهر الإبداعات الأدبية بكل مجالاتها الشعرية والروائية والنقدية والفكرية والسياسية والعلمية، فيقدم نتاجات النخب المخضرمة مع الأجيال الصاعدة في هذه المجالات.ومن ما سبق هي دعوة للجميع ألا يفوتهم هذا العرس المبهر والممتع وهذه الجرعة الثقافية العظيمة التي ربما تعنى للكثيرين زاد عام كامل من الكتب ينهل منها وقتما شاء وسلامتكم.