13 سبتمبر 2025
تسجيلمن الأفعال والسلوكيات عالية الخطورة على المسلمين أن يعمد كل حزب أو جماعة أو عصبة إلى إطلاق مكونات سياسية باعتبارها جماعة الحق ونصرة الدين، ويمتد الأمر إلى تأسيس دويلات ودول وهمية ومصطنعة، وذلك بدهيا تفتيت للأمة ووقوع في فخ الباطل لأنه ينطوي على تقسيم الناس وتصنيفهم بحسب كل جماعة متغلبة أو استقوت على غيرها أو خرجت على حاكم أو والٍ شرعي، ظالم أو عادل، ولو أن أعداء الأمة اجتمعوا وخططوا على فرقتها لما أصابوا مثل ما يقدم هؤلاء لها أزماتنا وتعطيلنا على طبق من ذهب.رضا الله سبحانه وتعالى ونصرة دينه وإقامة شرعه وتأسيس مجتمع العدل والكفاية لا يمكن أن يأتي بالموت وقتل النفس التي حرم الله لمجرد اقتناع بعض الجماعات بعقائد فاسدة وعنيفة وعدائية تضع الآخر، مسلما أو غيره، في طرف ويبقى هو في طرف، راضيا مرضيا ومستشعرا شعورا زائفا بالنصر الإلهي وهو يفجر ويدمر ويقتل ويخرج على الحاكم.ومؤخرا بدأت تخرج كثير من التنظيمات الإسلامية التي طال تفكيرها إلى إطلاق مسميات الدول على نفسها، وذلك أمر مجاني متاح لكل جماعة في ظل الفوضى التي نعيشها في أقطار العالم الإسلامي، وقد أنتجت الأزمة السورية نموذجا لتلك الدول، مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام التي توعدت أخيرا بسحق مقاتلي المعارضة السورية الذين تخوض مواجهات عنيفة ضدهم، معتبرة أن أعضاء الائتلاف المعارض باتوا "هدفا مشروعا" لها.وفي الحقيقة ليس أعضاء الائتلاف السوري المعارض فقط هم الأهداف المشروعة، وإنما كل معارض لهم ولتوجهاتهم الميدانية والدينية، ورغم أن الجميع يقاتلون نظاما ظالما وهدفا واحدا، إلا أنهم للمفارقة أصبحوا يقاتلون بعضهم ويستهدفون أنفسهم، وتلك حالة الجماعات الإسلامية التي تجد في القتل والقتال وسيلة مشوهة لنصرة الإسلام فيما تسيء إليه وتستهدفه وتقدمه بهذه الصورة الإجرامية.الاتجاه الأخير لمثل هذه الدولة يؤزم المشكلة السورية ويحرف الذين يناضلون عن حقوقهم المشروعة في الأمن والاستقرار والتخلص من الحكم الظالم، عن أهدافهم ويصرفهم عن عدوهم الحقيقي، وليست هناك لدويلات وهمية ترهق المقاتلين من أجل حرياتهم وحقوقهم ورفع الظلم عنهم، وتجعلهم ضحايا محتملين، والخاسر في ختام الأمر هو الدين والمسلمون الذين يتفرقون شيعا وأحزابا تظن في نفسها أحسن الظن وفي غيرها أسوأه.