16 سبتمبر 2025
تسجيلمن المتعارف عليه في عالم المال والأعمال، أن تنفيذ المشاريع بموارد بشرية غير مختصة، يرفع تكلفة المشروع بما لا يقل عن 20 بالمائة عن تكلفته الحقيقية، كما أن تغييب المتابعة وإغفال مؤشرات الأداء لدى تقييم المشاريع قبل، أثناء وبعد المشروع، كلها عوامل تزيد من الهدر الذي يرهن عديد المشاريع النوعية، لذا فالتوجه نحو تأسيس مركز أو هيأة متخصصة تقوم بوضع «منهاج ومجموعة نظم وإجراءات لإعداد وتقييم المشاريع، على نحو مستقيم، يواكب الآليات المثيلة لدى المؤسسات الدولية»، ويقوم أيضا برفع مستوى كفاءة الطواقم العاملة لتحظى بالاحترام المهني وتبوء مكانة مؤثرة ضمن الشراكات الدولية وحده الكفيل بترشيد تكاليف مشاريع المؤسسات غير الحكومية، وبما يضمن سلامة أسس العمل الخيري وصلابته، وتحسين عامل الاستدامة، والذي يقتضي ايضا اشراك المنظمات في الحوار العالمي بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك في مجال العمل الطوعي، وتحسين الدعم المؤسسي للهيئات وتأهيلها للمشاركة الفاعلة مع مختلف الأطراف، كل ذلك عبر تآزر وتعاون بنَّاء، ووفق آليات تنسيق أفضل بين الجمعيات الخيرية نفسها، وفيما بينها وبين الجهات الحكومية الداعمة مثل هيئة تنظيم الأعمال الخيرية، لتصبح المنظمات المستفيدة عاملا مساعدا في عملية التنمية، ويمكن للمركز أيضا أن يقوم بتصميم منهجية تقييم للمشاريع قبل الدخول فيها، ثم التقييم المستقل بعد الإنجاز وقد يتيسر ذلك بإقامة شبكة تعاون بين منظمات الأعمال الخيرية، تؤسس للرصد المشترك للاحتياجات ذات الصلة بالمنظمات، من التصميم إلى التنفيذ؛ والتعاضد والتآزر في مبادرات مشتركة، والتبادل النشط للمعارف والممارسات الجيدة. ويمر ذلك عبر إثراء المادة العلمية المتاحة باللغة العربية، بدعم الترجمة، عن العمل التنموي والإنساني، وذلك بتدوين قصص النجاح والممارسات المثلى والمبادئ والمفاهيم للتنمية والعمل الإنساني لتكون نواة منظومة فكرية علمية، تتبلور من خلالها الرؤية القطرية تجاه قضايا السلام والتنمية ليكن دور المؤسسات في تعزيز «ثقافة السلام والتنمية» في المجتمعات دورا أساسيا، خاصة في ضوء تطورات ومتطلبات العصر واحتياجاته، وأزعم أن ذلك سيسهم في دعم المعرفة والخبرة القطرية حول التنمية والسلم، بموارد أصيلة تثري المحتوى النافع للأنترنت وتتيح مشاركة فاعلة من المهتمين والباحثين، ومن الهيئات الشريكة في بناء جسم المعرفة المتخصصة، من منظور واقعي. هذا فضلا عن الاستفادة من دروس التقييم المستقل للمشاريع والقطاعات ومحافظ المشاريع القطرية، وتدوير هذه الدروس بتضمينها في المبادئ التوجيهية والتوصيات الخاصة بالسياسات والحوار مع الشركاء والمعنيين في مجال السياسات الإنمائية، وفي دورات التدريب وورش العمل لبناء القدرات ونشر أفضل الممارسات، وإصدار المراجعات والملخصات حول القضايا الماثلة، وإعداد رزم من المنشورات والتقارير وأوراق العمل المواضيعية. إن الميلاد الذي ننشده لمركز يمكن المنظمات من خدمات حيوية نوعية في مجال إسناد العمل الإنساني والتنموي، ستكون مخرجاته شؤبوبا من الرحمة للرفع من مستوى فاعلية ورشاد واستدامة عمل المنظمات في تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية للمجتمعات المحتاجة، على أسس ومعايير النزاهة والإتقان والشفافية، مع مراعاة اللوائح والقوانين الدولية والمحلية ذات الصلة، دائما من أجل مجتمع إنساني أكثر تعايشا.