20 سبتمبر 2025

تسجيل

ما الذى يؤجج الخلافات بين مصر والسودان ؟

10 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); القاهرة والخرطوم كانا فيما مضى امتدادا واحدا لوطن واحد لشعب واحد ودين واحد وجسد واحد لدرجة أن الشعبين فيهما في ذلك الوقت كان هتافهم مصر والسودان حتة واحدة . الآن أصبحت مصر والسودان وخاصة بعد الانقلاب العسكري في مصر الذي قاده السيسي في عداء مستمر ومتصاعد والعلاقات الرسمية بين البلدين في أسوأ حالاتها في الآونة الاخيرة بعد أن كانت في برود وآتى عليها دفء بسيط ثم تصاعدت الأزمة والمشادات الكلامية والإعلامية بين البشير والسيسي لدرجة أنهما حينما اشتركا في قمتي الهند وإفريقيا والعربية اللاتينية لم يلتقيا كما جرت العادة لا في نيودلهي ولا في الرياض وهذا لا يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين كما هو متبع , وإنما كان نتيجة تحولات شهدتها التحالفات الإقليمية .عندما نجحت الخرطوم في ترميم علاقتها الخليجية وخاصة مع السعودية مما أثر ذلك على علاقة مصر والسودان لأن مصر تتبع المعسكر المؤيد لبشار الأسد وتدعم التواجد الروسي في سوريا , والسودان قد شاركت فعليا في عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد إيران في اليمن وهذا ما يخالف توجه السيسي والانقلاب العسكري في مصر مما جعل العلاقات بين القاهرة والخرطوم تتأزم إلى هذا الحد.والشأن الآخر الذي يثير التصارع بين القاهرة والخرطوم يأتي من تلقاء التطورات الكارثية والمدمرة في ملف سد النهضة بالنسبة لمصر فقد فشل الاتفاق الثلاثي الذي تم توقيعه في الخرطوم بشأن سد النهضة. حيث إن مصر أدركت أن هذا الاتفاق فخ كبير قد أوقع مصر بها عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب حيث أنه بعدما أفاق جهابذة مصر من غفلتهم بعد توقيع الاتفاق لسد النهضة بدؤوا يوجهون الاتهامات إلى السودان لأنها تقف إلى جانب إثيوبيا وتدعم تشييد وبناء سد النهضة على حساب مصر , وقد تنبه الآن من قام بالانقلاب بالفشل الذريع في إدارة ازمة سد النهضة وتعريض مصالح مصر الاستراتيجية للخطر مما جعل حكام الانقلاب في مصر يعاملون الجالية السودانية فيها معاملة همجية ووحشية وليست حوادث عارضة أو فرضية كما تقول القاهرة , بل إنها اعتداءات ذات طابع ممنهج الغرض منها تكثيف الضغط على الحكومة السودانية في معاملة الجالية السودانية في مصر بهذه القسوة. وما زالت مصر تعيش في وهم كبير فلم يعد تأثير مصر على السودان كما كان في السابق بل إنه يتضاءل ولم يعد هنالك عشرات الآلاف من الطلاب السودانيين الذين كانوا يتلقون العلم في مصر كما في السابق أو أن مصر التي كانت تمثل لهم القبلة الأولى لتعريفهم بالخارج لم يعد يهم الشعب السوداني ذلك .فقد أصبح الوعي لدى الشعب السوداني أكبر مما مضى ولم تعد مصر أو القاهرة كما كانت في السابق . إن ما يقوم به السيسي الآن في معاداة السودان خاصة وباقي شعوب المنطقة العربية عامة ليس بغريب ولا مستهجن فإن تلك الأفعال هي التي تجعله يحافظ على بقائه في حكم مصر كما يتوهم أو كما يخطط له حكام بعض الدول الإقليمية والعالمية.