20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فيلم المصارع Gladiator ليس فيلما مميزا لأنه حاز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عام 2000 ،بل لأنه اصبح مادة تستخدم لتدريس مفهوم القيادة. كُتبت عنه مقالات عدة و صُنف هذا النوع من القيادة بالبطولي ،و إنه النموذج الذي يجب أن يُحتذى به في قيادة المؤسسات حيث يتصف القائد ( الرئيس التنفيذي) بالقدرة على رؤية بصيص الفرص في أحلك الظروف مُحولا التحديات إلى فرص ، فالتشكي و الشكوى صفة بعيدة كل البعد عن الصفات القيادية، و المستحيل كلمة ليست في قاموسه. سيناريو خيالي مبني على شخصيات حقيقية من التاريخ الروماني القديم ، و بما أن الفيلم عسكري قيادي الطابع و دارت أحداثه قبل الميلاد ، فإن تحليل أحداثه بربطها برائعة سن تزو (فن الحرب)-500 ق. م- سيوضح مدى ترابط مفهوم القيادة بالاستراتيجيات. فن الحرب كتاب صغير في حجمه إلا أنه مرجع رئيس في استراتيجيات الحرب و التكتيكات الواردة فيه جعلت منه مرجعية لإدارة الأمور سواء على الصعيد الحربي أو الاقتصادي أو الاجتماعي حيث تطلب بعض الشركات من موظفيها حفظه عن ظهر قلب . سنقف عند بعض الأحداث المهمة و الفاصلة في الفيلم لتحليل البعد القيادي و العمق الاستراتيجي. فلنرعلى سبيل المثال حنكة الامبراطور في كيفية اختيار الأنسب للمهمات المصيرية فقد أدرك الامبراطور الأب ماركوس أوريليوس فضائل الأخلاق التي يتمتع بها قائد جيشه ماكسميوس و نبله النادر ، و أنه سيكون وفيّاً لروما حتى آخر رمق. حينما رفض الجنرال مهمة حامي روما ، و تنظيف روما من فساد سياسيها عندها تيقن الامبراطور أن قائد جيشه هو الشخص المناسب لهذه المهمة فمن الذي يرفض سلطة كهذه؟!. فقد أراد الامبراطور أن ترجع روما للحكم الجمهوري و تنتقل السلطة للسيناتور منهيا من بعد موته الحكم الامبراطوري الملكي.إن القيادة الأخلاقية متى ما توفرت في مؤسسة ما لا تحدث فرقا في محيط المؤسسة فحسب، و إنما يمتد تأثيرها في العالم . العجيب أن هناك اليوم نقاشا أثاره البرفسور جيفري من جامعة ستانفورد مفاده أن المثاليات هي فقط مادة دراسية في علم القيادة بينما الواقع يتطلب من القائد ( الرئيس التنفيذي) أن يكون مراوغا!!. ما من شك أنه مقال واقعي غير أنه أثبت أن الأخلاق مطلبٌ عصي.تتسلسل أحداث فيلم المصارع بطريقة دراماتيكية، فيتم التخلُص من الأب الإمبراطور ،و إدراك الإمبراطور الابن خطورة إبقاء قائد الجيش الذي يتمتع بالحنكة السياسية التي عرّفها سن تزو بأنها "انصياع الجند بالكامل إلى القائد فيرمون أنفسهم إلى التهلكة معه" ، فأمر بقتله و حرق ابنه و زوجته.تخلص قائد الجيش من عقوبة الإعدام ببراعة ضاربا أروع الأمثلة بأهم الصفات القيادية "القدرة على ضبط النفس" ، فعندما طوقه نخبة من جنود الامبراطور لإعدامه تقمص ثوب الاذعان ، فصدقوه فباغتهم بضربة قاصمة و قضى عليهم. "الحرب خدعة فاظهر عدم قدرتك على الهجوم رغم قدرتك عليه" هذه هي احدى اهم استراتيجيات الحربية.تلك ثوابت قيادية تراكم مفهومها عبر الازمان ، فلا قيادة بلا رؤية استراتيجية ، و لا قيادة بلا قدرة على تنفيذ الاستراتيجيات ، إلا أن اساليب القيادة تتغير بتغير المعطيات، و ما يصلح للغرب لا يصلح للشرق ، فأسلوب القيادة الياباني يختلف عن الأمريكي و يختلف عن الألماني ،فهل عززنا أساليب القيادة التي تناسبنا خليجيا بالبحث العلمي؟للحديث بقية...ملاحظة :المقتطفات الواردة في المقال هي من الكتاب الصيني فن الحرب ترجمة ناصر الكندي الصادر عن مؤسسة الرؤية للصحافة و النشر