14 سبتمبر 2025

تسجيل

مقال يستغرق دقيقة فقط

10 ديسمبر 2013

بأي حال سيعود لنا رمضان هذا العام حتى وإن بدا الأمر قبل أيام قليلة من قدومه رغم شعورنا بعجلة الزمن تدور بسرعة متناهية؟ الوطن العربي يشتعل من المحيط للخليج!.. ومن فرحنا لثوراتهم في تونس ومصر وليبيا وسوريا هاهم يدفعون الفاتورة غالياً!.. مصر تشتعل والثقة التي توطدت بعد الثورة بين الجيش والشعب تنسل خيوطها الحريرية وها هو ميدان التحرير الذي كان الشرارة الأولى لإسقاط طاغية مصر يتحول إلى ساحة لاستعراض فرقتين الأولى مع الرئيس محمد مرسي في قراره بإعادة مجلس الشعب والثانية ضد القرار ويجد ان مرشد الإخوان هو من سيسير الحكم بالبلاد! تونس هي الأخرى (معلمة الشعوب في قيام الثورات) تتأرجح على حبل الثقة الذي يجب أن يمتد بين الشعب والحكومة رغم اجتهاد الأخيرة في ذلك من خلال العمل على عكس السياسة المريرة التي مارسها شين الفاسقين على مدار 23 سنة عاشها رئيساً! بأي حال سيأتي إلينا هذا الشهر العظيم والشعوب لا تبدو مستعدة له مادام إفطارها وسحورها غير مؤمَّن من حكوماتها؟!! سوريا هي الأخرى قلبت الطاولة على ساحرها الشاب بشار الأسد الذي كان يجلجل صوته في اجتماعات القمم العربية مهدداً ومتوعداً وفاضحاً للخذلان العربي بكل صوره وصنوفه، وها هو اليوم يبدو مرتعداً يخشى الوعيد الشعبي الجامح ضده داخل خطوط الطول والعرض للأراضي السورية وخارجها من اللاجئين، وما كان أسداً بات اليوم جرواً بمخالب ناعمة لكنها قادرة على البطش وقتل شعب يناضل اليوم لأجل الوصول إلى ما وصلت إليه شعوب مصر وليبيا وتونس رغم قتل الأرواح! ليبيا.. وما أدراك ما ليبيا!.. تعيش حالة حرب مستمرة وإعلانات متطايرة حول تقسيمها وانفصال بعض مدنها عن البلد الأم ويعلم الله أي نهاية مكتوبة لها رغم الفرحة العارمة بنجاح أول انتخابات حرة على أرضها ولكن تبقى الكثير من محافظات البلاد مفقودة الأمن والأمان!!.. أما اليمن وهذه قصة ثانية بعد حالة الفوضى التي عمت البلاد وأجهدت العباد بعد أن وقف وراءها ثلة تتفاخر بأموالها التي (ستدفع فاتورة ما يجري في اليمن) واعتبرت الحوار غير ممكن للتوصل إلى حلول رغم جنوحهم له في النهاية ونقاط الفوضى التي يقومون عليها انكشفت مقننة من هؤلاء، ومن تنبه لهذه التوجهات الخبيثة خرج من ساحة (التغرير) معلناً توبته، وإن الثورة لوثتها أيدٍ آثمة للأسف ومع ذلك فاليمن مقبل على حروب أخرى مع القاعدة والانفصاليين الذين مدوا أيادي السوء للحوثيين لتعزيز قلقلة الأمن في وطنهم الكبير! أما باقي هذا الوطن فقد شهدنا فراقاً سلمياً بعد حرب بين (السودانيين) اليوم، ونحن المأمورون بالتوحد بينما يلقى السودان الأم اليوم محاولات خجولة لاستنساخ الثورات ضد قانون الضرائب وقد يتحول بقدرة المعارضة وأعداء البشير إلى المطالبة بإسقاط النظام!.. والصومال.. فمنذ أن وعيت على هذه الدنيا وهي مطحونة بالمشاكل وغارقة بالدماء والفرقة والاختلافات والحروب الأهلية، ولم تجد أي معونة من أي دولة عربية!.. ولبنان وأزمة الحكومات والطوائف، ولكنه يلقى اهتماماً حنوناً من أشقائه الخليجيين والعرب!.. والأردن يتمايل فوق فوهة بركان يكاد ينفجر وسط خروج خجول لمجموعة من الشعب،. هذا شكل رمضان الذي يهرول لنا هرولة للمشتاقين إليه، وإن كنا نقول: بأي حال سيأتي لنا العيد؟ فرمضان أحق بهذا التساؤل الكبير العظيم.. بأي حال ستأتي للمسلمين والعرب عموماً.. إن كانوا يرون في ثوراتهم يقظة ونعمة وتراها حكوماتهم نكسة ونقمة؟!.. رحمتك يا ربنا فأنت ألطف بنا.. منا. فاصلة أخيرة: بكل لغات العالم أقول: اشتقت لك أيها الضيف الكريم!