13 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة طوكيو "الطهاوية"

10 ديسمبر 2012

في "رسالة طوكيو" التي نشرت السبت الماضي عبّر الزميل العزيز طه حسين بقلمه الرشيق عن انطباعات جميلة ارتسمت في ذهنه من زيارته اليابانية القصيرة. "أبوهشام" على عكس المعتاد اتخذ عنوان موضوعه كالتالي "التواضع والاحترام والأمانة والإتقان لوحات نابضة بالحياة في شوارع اليابان" فلم يلتفت الى التقنية والميكنة اليابانية من أول وهلة وكان موفقا في نظرته عندما لم يغتر بظاهر الأشياء وانما ذهب مباشرة الى جوهرها والنتيجة المبتغاة من الوسائل والمبتكرات الحديثة التي تهدف إلى خدمة الانسان وتسهيل حياته، ملمحا في ذات السياق الى ".. الاخلاص وحب العمل والوفاء للكبار والعطف على الصغار واظهار الابتسامة والنظافة..."متمثلا بلقطات حية من صور العناية الفائقة بالمسنين واصفا إياهم بقوله "المسنون ملوك" رجالا ونساءً باعتبار هذا السلوك، ثقافة راسخة في نفوس جميع أفراد المجتمع على كل المستويات. وأما عن "البروتوكول غير المكتوب" المعمول به في كل موقع من مواقع الحياة فحدث ولاحرج، سواء في ركوب المصاعد والآداب المتبعة فيها أو آداب استخدام التاكسي واللباقة التي يتصف بها سائقوها فأمر ليس باليسير وقد يصعب تطبيقها في بلاد مثل بلادنا الخليجية في ظل التعدد الثقافي للعاملين بهذه المهنة ولكن لا مستحيل في وضع قواعد وآداب موحدة تغرس في نفوس اصحاب المهنة الواحدة من خلال ضوابط وبرامج تثقيفية موحدة... وأما عن حقوق المشاة وذوي الاحتياجات الخاصة وايجاد طرق وممرات ذات أرضيات بارزة للمكفوفين علاوة على الاشارات الضوئية التي تصدر اصواتا خاصة.. ليختم بوهشام حديثه الجميل باستنتاج غير مسبوق بدعوته الى تبني سياحة جديدة سماها "سياحة الأدب" أو"السياحة الأخلاقية" علاوة على السياحة العلاجية أو الترفيهية أو الدينية والتاريخية والعلمية "فما نعجز عن تعليمه لأنفسنا وابنائنا عبر الكتب والمحاضرات.. يمكن أن يكتسبه الشاب أو الطفل بمجرد مخالطته للشارع الياباني لأسبوع واحد في العام" وذلك حسب قوله "رضي الله عنه". فقلت في نفسي أنه لأمر حسن يا أباهشام وما الذي يمنع أن نكون كذلك في بلادنا الاسلامية بلا استثناء فاذا كنا مقلدين فهؤلاء القوم أولى بالتقليد والاقتباس منهم ولا تعارض في ذلك مع مصالحنا ولا تصادم مع حضارتنا، إن لم نكن بهذا الاقتداء مجددين لمرحلة تاريخية مضت من حياة امتنا!! نحن في قطر نشهد حركة دؤوبة في هذا الاتجاه على مختلف الأصعدة ومن أجمل إرهاصات هذا التوجه الجميل التوسع في انشاء الحدائق العامة المتميزة بساحاتها المفتوحة والاعتناء بها من نواحي الإدارية المختلفة ومن ذلك الممرات المخصصة للدراجات والتي تؤخذ بعين الاعتبار في مواقع عديدة ومختلفة من عاصمتنا العالمية الدوحة الفيحاء.. لعلها مناسبة جيدة، خاصة ونحن مقبلون على اليوم الوطني السعيد، أن نبث هذه الأفكار والتجارب الناجحة بيننا على أمل السير على خطى الناجحين.. ونحن منهم...بإذن الله.