19 سبتمبر 2025

تسجيل

خلل في العقيدة الجادل

10 ديسمبر 2012

الإلحاد خلل في العقيدة، وفي اللغة، يعرّف بأنه الميل عن القصد، فيُقال لحد إليه بلسانه، أي: مال وعَدَلَ عنه. على كل، هو فكر مستقل، شاذ بطبعه، عفن بتكوينه، خرج عن الإيمان، ليزج بأصحابه إلى الكفر وتوابعه. وقد يرتبط هذا الموضوع بالفلسفة، التي تتعمق في المسائل الوجودية وما وراء الطبيعة، التي تبحث بصورة عقيمة عن التحليلات المنطقية والاستنتاجات العلمية. ويمكن علاج مشكلة كهذه، بنبذ الكتب التي تدور في هذه الدائرة المفرغة، إذا ما كان المرء على استعداد على الخوض ومن ثم العودة بقلب سليم. ولكن، لعلي أتحدث هنا، عن علاقة الإلحاد بالأدب، وكتبه المتاحة في كل مكتبة ورف.. إن الملحد، يملك طبيعة فكرية حرة، لا حد لها ولا قيد، كل شيء مباح ومحلل، فهو بعدما تحرر من القيود الدينية بإنكار الإله، تحرر أيضاً من القيود الاجتماعية، بإنكار الأعراف والتقاليد، فهو يسيح بقلبه وهواه حيث الماء واليابسة، الظلام والنور، الغث والسمين، حيث اللاشيء واللاهدف. فكيف لو كان شخصاً يملك قلمًا، يوظفه حسب آراءه ومنطقه، كيفما كان من غير أية ضوابط، لانعدامها في النفس، وتلاشيها من وجوده. إن الأدب دائرة مستقلة، والإلحاد دائرة مستقلة أيضاً، قام بعضهم بتقريب الدائرتين حتى اتحدت منطقة صغيرة، الجزء المشترك الذي يحمل من صفات الأولى والثانية، وهنا يكمن الشر المطلق. لعلي أعني تماما هذه الجزئية المشتركة، التي يجب أن تبقى كما هي، ببؤسها وشكها وحريتها غير المقبولة أبداً. فلو أنها لا تتضاءل، فلا يجب أن تكبر، ففي اتساعها ضياع للفكر الغض، وتغرير بالعقل البشري، مهما كان ثباته وصلابة إيمانه، فالثغرة الصغيرة، يلجها الشر لا محالة، فما بعد التحرر الفكري، إلا التحرر الخُلقي والانحلال الاجتماعي، ومن ثم ضياع أمة بأكملها. القراءة عظيمة بما تحمله من علوم ومعرفة، وما تخلّفه أيضاً من ثقافة وكتابة ومنطق، ولكن اجتناب السيء أبقى، ولفظ كل ما بُطّن بالإلحاد في مزبلة التاريخ أولى، ثم إن مكاتبنا غنية بما يكفي لتُغنينا عن ما يزعزع إيماننا على غفلة منا، في ساعة نحتاج فيها الهداية أكثر من الحياة ذاتها. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، يا مقلب القلوب والأبصار، ثبّت قلبي على دينك.