17 سبتمبر 2025
تسجيلوافقا على أعتابك يا الله أسألك السلامة للأوطان متعب أنا يا الله مما تتعرض له الأمة المتشظية المنقسمة المتهافتة على التلاشي. من فرط الدماء المسفوكة في مساحاتها وطرقاتها ودروبها وسهولها وهضابها، لم تعد الأمة التي وضعت محدداتها في قرآنك الكريم. غابت عنها البوصلة. فدخلت في حروب فيما بين بينها بدلا من محاربة أعدائها الذين ما زالوا يتربصون بها من كل صوب وحدب.جوعى شعوب هذه الأمة للسكن. الذي غادر تخومها ولم يعد حتى الآن. جوعى للحرية والديمقراطية والعدل. أسألك يارب أن تهبها ما تريد. هي سعت خلال السنوات المنصرمة. لكن ثمة من لا يرغب في بلورة هذه الأشواق الكبرى يعاندها يكابر يخنقها يحاصرها فأصلح شأن الأمة كي تستعيد عافيتها.عطشى شعوب هذه الأمة للخروج من أزمنة الوجع والآلام فمن غيرك يمنحها هذه القدرة؟ وينأى بها عن العبث المجنون المفروض عليها من قوى في الغرب ودوائر بداخلها.يارب ما يجري من فتن مذهبية وطائفية في أنحاء مختلفة من الأمة.مرعب ومخيف شرع الأبواب أمام تدفق الدماء بغزارة غير مسبوقة في تاريخها. جعلها أنموذجا رديئا بين الأمم الناهضة التي فرضت حضورها بتمسكها بمنظومة العلم وقيم الحضارة. ومسببات الصعود والتمسك بالإنسان باعتباره جوهر الكون فلم تدفع به إلى الهاوية. كما يفعل أبناء هذه الأمة الذين يمتلكون كل مقومات البقاء والبروز والنهوض والاستنارة والقدرة على العطاء الحضاري. بحكم ما لديها من موروث ضخم وتاريخ طويل. فهل هانت عليهم أنفسهم إلى هذا الحد الذي يتسولون فيه المساعدات والقوة والطعام والشراب وكل ما يحفظ الحياة؟ لم تعد أمة منتجة إنها تعتمد على غيرها. حتى في أدوات العبادة التي نستورد بعضها من دول لا تؤمن بك. يارب من سجادة الصلاة والمسابح التي نستخدمها في تسبيحك. هل يجوز ذلك يارب بعد أن أفنى الأقدمون أعمارهم في تقديم أمة العطاء الحضاري للعالم الذي كان متخلفا في كل شيء تقريبا آنذاك؟ هل يرض ذلك شريعتك ودينك الذي ارتضيته لنا يارب وفيه تحريض على العمل والعطاء وإعطاء الأولوية للإنتاج وتقليص الاعتماد على الغير؟هل يرضيك يارب. ياخالق هذا الكون أن تظل هذه الأمة التي اخترتها لتكون أمة وسطا بين العالمين على هذا النحو من الخمول والاتكال والخرس الحضاري. على الرغم مما لديها من ثروات وعقول ومهارات. فتذهب سدى جميعها في الصراعات المحمومة والتهافت على السلطة والحرص على البقاء فيها لأطول الأزمنة. فأصابها الترهل والرغبة في البقاء في منطقة الذيول وليس الرؤوس. من يغير هذه الأوضاع سواك ياالله أعلم أنك يارب رهنت دفع الأمة نحو التغيير بقيامها هي بفعل التغيير. لكن يارب أدعوك لدفع شعوب هذه الأمة. لأن تقتنع بخيار التغيير وامتلاك أدوات الحداثة والتقدم . والقفز على حالة التخلف السائدة والتي تبرز تجلياتها فيما نراه ونلمسه من غياب عن المعادلة الحضارية الراهنة. وفي حالة العجز عن التعاطي الفعال مع ظواهر خطيرة مثل الإرهاب. الذي بات عنوانا لها في عالمنا. لأن نفرا رأوا أن القتل والتدمير وسفك الدماء وتخريب المرافق أمر يتسق مع أحكام الشريعة. كيف يارب. فهل هذا هو الجهاد وضد من؟ ضد من يقول لا إله إلا الله محمد رسول حتى ولو كان مختلفا معنا؟ فهل يجوز أن نقتله لأنه لايؤمن بقناعاتنا وبفهمنا القشري للدين ولجوهره وكينونته؟ من الذي أعطى الحق لهؤلاء الذين يتصدرون المشهد الإرهابي في الأمة. وينادون بالجهاد ضد البعض منا. بينما لايفكرون في مجابهة العدو الحقيقي الذي ما زال يحتل الأرض ويسلب الحقوق وينتهك المقدس هم يستندون يارب إلى قرآنك وأحاديث نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. لكن يارب أنت منزه عن ذلك . فأنت تأمر بالتعامل بالحكمة والموعظة الحسنة. لم تأمر بالقتل إلا لمن اعتدى علينا من الأعداء وليس لأبناء الأمة المختلفين معنا في التوجه ولايقبلون بقناعاتنا. إنها معادلة صعبة ياالله هؤلاء النفر باسمك يقتلون ويصلبون ويقطعون الرؤوس ويسبون النساء ويدمرون الأوطان بأسلحة فتاكة وبقلوب مفرطة قسوتها. بينما أنت الرحيم وأنت الرحمن وأنت الداعي إلى بناء الأوطان لاحرق الأخضر واليابس يارب إن القدس التي تحتوي على أول القبلتين وثالث الحرمين. مسجدك الأقصى. تتعرض لعدوانية شرسة من كيان صنعه الغرب. كيان قاتل متطرف لديه مشروعه الاستعماري والاستيطاني. لم تتحرك الأمة لوأد هذه العدوانية لقد حاولوا مؤخرا حرق أقصاك. وأغلقوا أبوابه ودنسه قطعان بني صهيون بأحذيتهم وأسلحتهم. إنهم يريدون أن يطفئوا نوره في فلسطين حتى تفقد هويتها . لصالح هوية الكيان وليستعيدوا هيكلا مزعوما في المكان. هو هكيل نبيك سليمان الذي يتوجع في قبره مما يتعرض له قدس أقداسك في فلسطين. يارب لماذا لم تنهض الأمة منددة بهذا الفعل الإجرامي الذي يرتكب يوميا وتتوحد لوقف هذه العدوانية؟ لقد اكتفت بإصدار سلسلة من البيانات والصرخات المكتومة. ولكن من يعر اهتماما لمثل ذلك إن الكيان الصهيوني حديد ولايفته سوى الحديد . والأمة مشغولة عن ذلك بحروبها الداخلية حتى أبناء فلسطين فقدوا القدرة على التوافق. وكلما يقتربون منه ثمة من يوقظ الفتنة فيما بينهم. مثلما حدث قبل أيام بتفجير منازل نفر من قادة فتح في غزة فتم تبادل الاتهامات مع حماس. وعادت الأمور إلى المربع الأول الذي كابد فيه الفلسطينيون تداعيات الانقسام. والاحتقان والحرب الأهلية والدم المسفوح بيد الشقيق. بينما العدو مبتهج ويمارس عدوانيته في كل أنحاء فلسطين ماضيا في تكريس مشروعه الاستعماري الاستيطاني فمن غيرك يا الله يغير هذا الوضعية؟ يارب أوجاع الأمة بلا حدود . والبكاء على الأطلال لم يعد له جدوى. فزودنا بمددك وفيض رحمتك. هب لنا القدرة على التحرك بإيقاع أسرع مثلما أمرتنا باتجاه استعادة البوصلة والهداية والرشاد. كى تنهض الأمة من كبوتها تمزق سرابيل الظلام المقيمة فيها ترفل بثياب الحرية والديمقراطية وتحترك حقوق إنسانها. وفق ما حددته أنت ياالله في كتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. يارب علمنا الدين الحقيقي ألهمنا فهمه وفق ما يحقق جوهره ويسهم في دفعنا من الخروج من بوتقة الاتكالية والبقاء في حالة مرواحة المكان التي توشك أن تصيبنا بالذهول والغيبة عن الواقع. والتفاعل مع مكونات الكون الإيجابية. التي دعوتنا لتدبرها والعمل بمقتضياتها حتى نشكل بينان الأمة المتراص. جنبا إلى جنب ليواجه سارقي فرحنا وبهجتنا وسكوننا.إننا نحتاج يا الله إلى عونك وبركاتك ونفحاتك. كي تلهم شباب الأمة ليتعلم الإسلام الذي أردته. الإسلام الذي يبنى ويقيم الأوطان ويغيث الملهوف. ويعيد الحقوق المسلوبة من الأعداء. ويفتح بوابات الأبداع والإرتقاء الحضاري. ويلمم الجراح ويمنح الأمن والسلامة والسكينة لعبادك. بدلا من الرعب الذي يجتاحهم ويسكن قلوبهم. فيجبرون على الهجرة القسرية والإقامة في الخيام والصحارى والجبال والحدود. يارب أنت أعلم بأحوالنا فأصلحها وأصلحنا. واهدنا إلى الصواب وسبيل الرشاد.