17 سبتمبر 2025
تسجيل"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ.." الآية (36) سورة التوبة، ها نحن في شهر الله (المحرم)، شهر عظيم مبارك وهو اول شهور السنة الهجرية، عن ابي بكر رضي الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله وسلم) السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ. ان فضل الصيام في شهر محرم خاصة في يومي التاسع والعاشر منه له فضل كبير وعظيم، ويفضل الصيام قبله او بعده بيوم، لمخالفة اليهود، وما نراه ان الاسبوع القادم سيكون حافلاً بأيام الخير، فهو اسبوع ساخن جداً للصيام: الاثنين (ترفع فيه الاعمال)، الثلاثاء (تاسوعاء)، الاربعاء (عاشوراء)، الخميس (ترفع الاعمال)، ومن صام لله يوماً ابعد الله عنه النار سبعين خريفاً، (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره)، فإن شهر المحرم هو شهر نصر الله لنبيه موسى عليه السلام على فرعون الطاغية، ولن يوفق الله تعالى الا من يحب ولا يهدي اليه الا من ينيب، فصيامك هو اختيار الله تعالى لك فله ارفع الشكر والحمد، وعليه توكل واعمل الخير لعلك تنال الدرجات وتكسب رضا الرحمن، وانظر حولك كم من شخص حُرم من نعمة الصلاة والزكاة، فلا تتهاون في هذه الايام ولا تضيع الثواب، واحرص على حسن الختام فان الاعمال بالخواتيم. ان من فضل الله تعالى على امة نبيه ان جعل مواسم الخير كثيرة ادامها الله تعالى علينا نعمة الاسلام والايمان، قصة صوم عاشوراء (عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: «مَا هَذَا؟ قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قال: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» [رواه البخاري 1865) قوله: «هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ» في رواية مسلم: «هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه». قوله: «فصامه موسى» زاد مسلم في روايته: «شكراً لله تعالى فنحن نصومه» وفي رواية للبخاري: «ونحن نصومه تعظيماً له». ورواه الإمام أحمد بزيادة: «وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكراً»، وصيام عاشوراء كان معروفاً حتى على أيّام الجاهلية قبل البعثة النبويّة، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه».. قال القرطبي: "لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام. وقد ثبت أيضا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدّم في الحديث، وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيدا كما جاء في حديث أبي موسى قال: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا» وفي رواية مسلم: «كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدا» وفي رواية له أيضا: «كان أهل خيبر (اليهود) يتخذونه عيدا، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم». فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَصُومُوهُ أَنْتُمْ» [رواه البخاري). بصمة: ارجو ان يوفقنا الله تعالى لصوم هذه الايام لما لها من الفضل الكبير، وان يكون من نصيبنا الخير كله، انه على ذلك قدير.