18 سبتمبر 2025

تسجيل

خريطة عشق للوطن

10 نوفمبر 2013

إذا كان لنا أن نحاول الإحاطة بخطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، فمن عنوانه يتضح للجميع أنه ليس بخريطة طريق للمستقبل وحسب، وليس منهجاً ودستور عمل للبلاد في كافة المجالات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، في الداخل والخارج وحسب، وإنما أراه خريطة عشق لهذا الوطن المعطاء لناسه وأهله، لحبات رمله ولكل مواطن ومقيم على ثراه الطيب والطاهر. إنه خطاب استمرارية للنهج الذي تميزت به دولة قطر من نصرته للمظلومين، وانحيازه لقضايا الشعوب في حقوقها المشروعة، وحرصها على تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي، كذلك تعزيز العلاقات العربية والتأكيد على العمق والمكانة التي أصبحت تتمع بها قطر في المحافل الدولية. إنه خطاب إلقاء الضوء على نواحي وميادين التطور الذي تعيشه البلاد في كافة مناحي الحياة، خطاب وضع البرامج الواقعية للمستقبل وللتطور المتوقع والمأمول في ظل رؤية قطر 2030، وفي ظل إرادة قوية وعزيمة أبناء قطر الواثقين من القائد والزعيم، والمؤمنين بإمكاناتهم وقدراتهم في العبور بهذا الوطن إلى آفاق التقدم والازدهار عاماً بعد عام، وجيلاً بعد جيل.. إنه خطاب التأكيد على أن أغلى ما تستثمر فيه قطر ليس النفط ولا الغاز ولا التعليم، وحسب، بل هو الإنسان القطري الذي أمامه تحديات عظيمة لأنه هو الدعامة الحقيقية لبدء مرحلة مقبلة مزدهرة من عمر الوطن، مليئة بالتحديات، وتحتاج الى العمل الجاد بين جميع مكونات وأطياف المجتمع القطري، وقد أثلج صدري ردود الأفعال الدولية التي أشادت بهذا الخطاب، لتؤكد على شيء واحد، أن قطر أضحت محطة مهمة وركيزة أساسية في المشهد الدولي، فقد قال السفير الإيطالي في الدوحة، كما نشرت الصحف جويدو دي سانكتيس: إن خطاب سمو الأمير تميم "خطاب مسؤول خرج من أمير مسؤول، حيث إنه ركز على قضايا داخلية وإقليمية، فعلى صعيد المستوى الداخلي أشار سمو الأمير المفدى، إلى الأوضاع داخل قطر بكل ما حققته من إنجازات".. وعلى مستوى القضايا الإقليمية أوضح السفير دي سانكتيس أن السياسة الخارجية لدولة قطر تقوم على تعزيز المصالح المشتركة، وتوطيد العلاقات ليسود الأمن والسلام الدوليان، والحرص على تحقيق التكامل مع جميع الشركاء، سواء في الدول العربية أو الدول الغربية. من جانبه قال: سفير جمهورية الإكوادور، قبلان أبي صعب: "إن خطاب سمو الشيخ تميم حفظه الله هو خطاب واسع وشامل، مشيراً إلى أن سمو الأمير لديه رؤيتان: الأولى تتعلق بالوضع الاقتصادي بكل تفاصيله، والثانية تتعلق بالوضع السياسي عموماً في المنطقة". والحقيقة أنني أتوقف أمام فقرة دالة ومهمة من خطاب سموه حين قال: "التنمية الشاملة لبلادنا كانت، وما تزال، هي الشغل الشاغل لنا، إيماناً منّا بأن التنميةَ المتكاملةَ والمتوازنةَ هي السبيل إلى إقامة الدولة الحديثة، التي تستجيب لمتطلّبات العصر، وتحقق لقطر المكانة الرائدة التي نصبو إليها، وللشعب القطري مستوى العيش الكريم الذي يليق به". ونحن نقول: نحن يا سيدي مع سموك، ومع الحكومة، ومع أبناء قطر المخلصين، نبني وطناً عزيزاً، كريماً حراً شجاعاً.. أبياً لنا ولأبنائنا من بعدنا، وطناً يناصر الحق والعدل، ويساعد المحتاج في كل مكان، بغض النظر عن دينه أو عرقه.. إنني من هذا المنبر الحر أعاهد سموك على السمع والطاعة، وأعاهد سموك على العمل بإخلاص وتفانٍ، وأدعو الجميع كلاً في موقعه أن يعمل بجد ومثابرة وإخلاص من أجل قطر الغالية، التي تعيش في قلوبنا ما حيينا، وأخيراً.. أرفع دعاء إلى الله العزيز القدير أن يحفظ وطننا، وأن يحمي أميرنا وقائدنا، ويوفقه الى ما يحبه ويرضاه، وأن يرزقه البطانة الصالحة إنه نعم المولى ونعم النصير. وسلامتكم.