20 سبتمبر 2025
تسجيلالكثير من أولياء الأمور يرغب في إلحاق أبنائه بالمدارس الخاصة، لما تتمتع به من مستويات تعليمية عالية. لكن بعض تلك المدارس المتخصصة في تدريس مناهج دول عربية معينة لا توفر اجواء تعليمية ترتقي بمستويات الطلاب وتؤدي الى تفوقهم ويكون هدفها الرئيسي تحصيل الاموال دون النهوض بالمستوى التعليمي، مما يضطر الكثير من اولياء الامور الى السعي بشكل جاد لإلحاق ابنائهم بالمدارس القطرية المستقلة لما تتمتع به من رقي وجودة في التعليم وإمكانيات متميزة في المباني المدرسية والفصول الدراسية والوسائل التعليمية. إحدى تلك المدارس الخاصة تفتقر الى الكثير من اسس التعليم ومبادئة، فلا المباني التي تضم اكثر من مرحلة مناسبة لأن تكون مدرسة، ولا الفصول الدراسية مهيأة للدراسة ولا المعامل مجهزة بالشكل الصحيح ولا توجد بها ملاعب رياضية بمسمى ملاعب وانما بعض الساحات غير الآمنة، ناهيك عن المرافق غير الصحية. ورغم ذلك فلا مناص امام أولياء الأمور إلا ان يلحقوا اولادهم بها حتى ولو كانوا مكرهين، لأن الغالبية منهم يعملون في القطاع الخاص ذي الدخل المحدود ويمنعهم القانون من التسجيل في المستقلات، وفي نفس الوقت لا يريدون ان يفوتوا على ابنائهم فرصة التعلم، وقد يقول البعض منهم لو انني لا الحق اولادي باي مدرسة واجعلهم يدرسون منازل فقد يكون ذلك ارحم لهم. وهناك اسباب اخرى غير التي ذكرت سابقا تظهر بشكل واضح عدم الاهتمام بالناحية التعليمية. فكم من ام تشتكي من قصور اداء المعلمين في هذه المدارس الخاصة والعجز عن ايصال المعلومة الى ابنها بالشكل الصحيح، وكم من اب يكتب ملاحظات للمدرسين والمدرسات في الكراسات عن تصويب معلومات لقنت للتلميذ بشكل خاطئ ويتم ذلك في معظم المواد الدراسية من لغة عربية ورياضيات وكذلك العلوم والأجتماعيات غيرها. فهناك تدن واضح في المستوى التعليمي، ومرد ذلك بالطبع عدم خبرة وقلة مهارة المدرسين والمدرسات، فهم يعينون على رواتب لا تتعدى الألفين أو الثلاثة آلاف ريال، والمعلم المتميز بالطبع سيذهب الى المدارس التي تدفع اكثر وما على صاحب الترخيص لمثل هذه المدرسة سوى تعيين الأقل علما وتميزا وبأقل تكلفة وكأن العملية التعليمية لديه تجارية بحتة بغض النظر عن النتائج وما يترتب على ذلك من سلبيات. فهو يطالب اولياء الأمور عن طريق ادارة المدرسة بعدم تسليم الكتب للطلاب الا بعد دفع مصاريف الدراسة بالكامل علما أن مصاريف الكتب تختلف عن الرسوم الأخرى وحين يدفعها اولياء الأمور لا يتسلمون الكتب، مع وجود فترة سماح للتسديد حتى الأول من نوفمبر لباقي الرسوم، فكيف يمكن ان يظل الطلاب دون كتب طوال فترة المهلة وهم قد دفعوا رسومها. وتأتي الزيادات السنوية وحسب رأي الإدارة بأنها من المجلس الأعلى للتعليم لتقصم ظهور اولياء الأمور، وعلى حد علمي انه يحق للمدارس الخاصة ان ترفع رسومها السنوية بموافقة المجلس الأعلى للتعليم نظير خدمات وأعباء إضافية على تلك المدارس لا لتدني المستوى التعليمي وسوء المرافق المصاحبة له. الكتب تباع بـ350 ريالا، بينما هي في بلد هذه المدرسة في حدود الثلاثين ريالا، والمواصلات وما أدراك ما المواصلات تكلف كل طالب 2800 ريال. فلنتصور كم سيدفع ولي الأمر الذي لدية مثلا اربعة طلاب في هذه المدرسة هذا دون حساب مصاريف الدراسة الأساسية التي تختلف من مرحلة الى اخرى. والنتيجة تعليم متدن وعدم طمأنينة من اولياء الأمور على سلامة أبنائهم لقصور مستوى المرافق من ملاعب اسمنتية ودورات مياه غير صحية ومقصف مدرسي دون المستوى وكذلك تنظيف جيوبهم بلا مقابل يذكر. أتمنى من المجلس الأعلى للتعليم ان يهتم بأمر تلك المدارس وان يراجع المستويات التعليمية والإدارية المنظمة لعملها وخاصة تلك التي تدرس مناهج الجاليات، كلا حسب بلده والتي يشرف المجلس الأعلى للتعليم على امكانية منحها التراخيص من عدمه، ولا ننسى انها تقع في دولة قطر المشهود لها بتطور التعليم وارتفاع شأنه في جميع المجالات.