20 ديسمبر 2025
تسجيلهناك حقائق لم يقلها أحد عن حرب أفغانستان التي قرر الرئيس بايدن إنهاءها وهي حقائق تضافرت جهود غلاة الصليبيين والمتطرفين من الصهاينة إخفاءها، بل حولوا وجهة الرأي العام الدولي نحوقضايا هامشية لتلهية الناس والمزيد من اتهام الإسلام بما ليس فيه، وغرس إسفين الفرقة بين المسلمين حول الملف الأفغاني، والحمد لله أن استيقظ الضمير الأمريكي ووضع حدا لأطول حرب خاضتها الولايات المتحدة ودفعت فيها أرواح 3000 من جنودها وآلاف المليارات من خزينتها بدون أي مردود. وهنا نكشف الوجه الآخر القبيح لتلك الحرب، وهووجه الدهاء الإسرائيلي الذي جعل من عقدي الحرب حقل تجارب ميدانية لأسلحة إسرائيل التي باعتها للدول المشاركة في الحلف الأمريكي وأيضا تسجيل حضور إسرائيلي خفي في كواليس حرب أفغانستان، حيث كشف تقرير إسرائيلي أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان استخدمت في حربها ضد حركة طالبان خلال 20 عاماً العديد من الأسلحة الإسرائيلية الصنع. وجاء في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قولها إن إسرائيل لم تعلن قط نشر قواتها على الأرض في أفغانستان إلا أن الأسلحة الإسرائيلية استخدمت خلال الحرب من قبل العديد من دول التحالف، خصوصاً المملكة المتحدة وألمانيا وكندا وأستراليا. ولفت التقرير إلى أن شركات الدفاع وصناعة السلاح الإسرائيلية بقيت صامتة بشأن استخدام منتجاتها في أفغانستان طوال السنوات الماضية، وشملت قائمة الأسلحة التي زودت بها إسرائيل القوات الأجنبية في أفغانستان الطائرات المسيرة (الدرونز) الخاصة بجمع المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى صواريخ (سبايك) إسرائيلية الصنع، كما زودتها بالمركبات التكتيكية العسكرية الخفيفة المنبهة لأخطار الألغام، مما مكن هذه القوات من التحرك بأمان في المناطق عالية الكثافة. وأوضح التقرير أن الطائرات المسيرة كانت واحدة من أنظمة الأسلحة الإسرائيلية الرئيسية التي استخدمتها الجيوش الأجنبية في أفغانستان. وأشار التقرير إلى أن إسرائيل كانت "مورّداً رئيسياً للطائرات المسيّرة" في الحرب ضد طالبان. وقال: إن إسرائيل باعت هذه الطائرات إلى العديد من البلدان بما في ذلك أستراليا وكندا وتشيلي وكولومبيا وفرنسا وألمانيا والهند والمكسيك وسنغافورة وكوريا الجنوبية. وأوضح أن سلاح الجو الألماني بدأ بتشغيل طائرات (هيرون) المسيرة منذ عام 2010، وهي تعتبر من أقدر الطائرات على العمل بدون انقطاع لمدة 40 ساعة متواصلة مع حمولة تبلغ 1000 كيلو من القنابل والمتفجرات، ويمكن استعمالها في مهمات استطلاعية وقتالية في نفس الوقت، كما يمكنها حمل صواريخ (جو-أرض) واستهداف "العدو" نهارا أو ليلا بفضل الليزر والكاميرات المثبتة فيها والتي يمكن تحريكها وتوجيهها من القيادة الأرضية وعن بُعد. وأضاف التقرير: إن إسرائيل تولت تدريب الجيش الألماني على استعمالها في دورات تدريبية بقاعدة جوية إسرائيلية، وشجع ذلك قوات أسترالية وكندية على التدرب في إسرائيل، بل وعلى اقتنائها لتسليح قواتها خارج أفغانستان. وذكر التقرير أن قوات الحلف استعملت أيضا صواريخ مصنوعة في إسرائيل أثبتت نجاعتها في مقاومة "إرهاب" الجماعات المارقة، وهي نفسها الصواريخ التي استعملناها نحن في قطاع غزة ضد حماس وكتائب القسام (كلام جيروزلم بوست). وذكرت الصحيفة أنه منذ عام 2005 استخدم الجيش الأسترالي في أفغانستان أيضاً طائرات "سكايلارك 1" بدون طيار المصنعة من قبل "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية، ويستخدم هذا الطراز الذي يبلغ قياسه سبعة أقدام ونصف من قبل القوات للمراقبة التكتيكية ومهام مكافحة "الإرهاب" عن قرب، ويمكن إطلاق هذه الطائرات بواسطة جندي أوجنديين، ويتم تشغيلها على أسطح المباني أوفي الجزء الخلفي من ناقلات الجند المدرعة ما يوفر تغطية مباشرة بالفيديو للمشغلين بمجرد طيرانها. وأفاد التقرير بأن أستراليا استخدمت طائرات "سكايلارك" خلال مهمات حربية، كما تم استخدام صواريخ إسرائيلية أثبتت فعاليتها في المعارك كما في عام 2014. ولم يقتصر الدور الإسرائيلي في أفغانستان على أنظمة الأسلحة فقط، بل أشار التقرير نقلاً عن وسائل إعلام إيرانية في عام 2019 إلى أنه تم إرسال قوات إسرائيلية إلى أفغانستان لجمع معلومات استخباراتية وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت حينها أيضاً عن خبير في الشؤون الإسرائيلية قوله إن "القوات الإسرائيلية كانت تعمل في إطار القوات الأمريكية المتمركزة هناك"، وإن "النشاط تم بعلم وموافقة الحكومة الأفغانية". ولم تعلق إسرائيل ولا الحكومة الأفغانية على تلك التقارير بحسب "جيروزاليم بوست" ومع مغادرة القوات الغربية لأفغانستان وترسيخ حركة طالبان سلطتها على البلاد استولت الحركة أيضاً على أسلحة أمريكية متطورة بما في ذلك بعض الطائرات المسيرة، ولكن مع إنهاء الكنديين والبريطانيين والألمان قتالهم قبل عدة سنوات فمن غير المرجح أن تكون طالبان قد وضعت يدها على الأنظمة الإسرائيلية الصنع وفقاً لـ"جيروزاليم بوست" لأن المخابرات العسكرية الإسرائيلية حرصت على نقل كل ما تبقى من أسلحة من صنعها إلى إسرائيل حسب الصحيفة. [email protected]