15 سبتمبر 2025
تسجيلكثيرة جدا هي المقولات في فضل العلم : كالعلم نور والعلم حق إنساني أصيل والعلم يبني بيوتا لا عماد لها واطلبوا العلم من المهد إلى اللحد وغيرها الكثير. كل الأسر والمجتمعات في العالم تتمنى أن يحصل أبناؤها على تعليم جيد ولكن لماذا نعلمهم؟ وماذا نعلمهم؟ لا يختلف اثنان على أن العلم يهذب الخلق ويرقي الروح وينور التفكير ولكن هل هذا كاف في هذا الزمان؟ بدأ مشوار التعليم النظامي في دولة قطر في عام ١٩٥٢م وتدرج من محو الأمية وتعليم القراءة والكتابة إلى بناء مجتمع متعلم ثم إلى الاعتناء بالثقافة والرياضة والفنون إلى مجتمع يزخر بمختلف أنواع مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحوث. ويظل سؤالي قائما في يومنا الحاضر هل يكفي أن نعلم أبناءنا القراءة والكتابة، هل ينتهي مشوارهم بالحصول على الشهادة؟ هل نعلمهم ما يحتاجه سوق العمل من مهارات؟ من يقرر ذلك؟ ما يحصل اليوم في مدارسنا الحكومية هو أننا نعلمهم للحصول على الشهادة ، ثم يأتي دور البعثات الدراسية والتي تعزز الرأي القائل باننا نعلمهم ما يحتاجه سوق العمل من مهارات ، ماذا يحدث لأبنائنا الذين يتساقطون في الشرخ بين رؤية وزارة التعليم ورؤية وزارة العمل مثل الطلاب الذين يريدون دراسة الفنون مثلا كالمسرح والرسم والاخراج ! أو الذين يريدون دراسة تخصصات غير مدرجة في قوائم التخصصات! أو الذين لا يستطيعون الالتزام بعقود عمل ملزمة بعد التخرج! هل يتوقف مشوارهم التعليمي عند الثانوية العامة في أسخى بلاد العالم في الصرف على التعليم العالي! قيل: احذر من العلم الزائف فهو أخطر من الجهل وقيل أيضا: لا تمنحني السمك ولكن علمني كيف أصطاد. أعتقد أنه آن الأوان لننتقل من انتاج (طالب متعلم) أو (موظف مجتهد) إلى انتاج (انسان منتج) ، العبرة بالانتاج وليس بكمية المعلومات أو بعدد الشهادات أو الوظائف الحكومية المتوافرة ، وأنه يجب دعم من كان من أبنائنا لديه الرؤية والطموح في أي مجال كان بدون تقييده بالتزامات قانونية ومالية. توحيد الرؤية بين الوزارات المعنية أو على الأقل تناغمها فيما يخص لماذا نعلم أبناءنا أمرا ضروريا وجوهريا لتضافر الجهود وتحقيق المطلوب. ودمتم سالمين