12 سبتمبر 2025

تسجيل

أنفك قد يفضحك

10 سبتمبر 2018

أنصحك لوجه الله ألا تحك انفك وأنت أمام مديرك او رئيسك المباشر في العمل، أو معلمك في المدرسة، أو زوجك في البيت، بعد ان اثبت علماء النفس بما لا يدع مجالا للشك، بان الإنسان عندما يكذب يحك انفه لا إراديا، ومشكلتي هي أنني احك انفي كثيرا وحتى وأنا جالس وحدي، ربما لأنني أدمنت الكذب بعد العمل طويلا في مجال الإعلام، وأنا أكتب كلاما لست مقتنعا به، عن الوحدة العربية الحتمية، والمصير المشترك الزاهي (أقراها "بئس المصير الأغبر"، ما لم تكن كلمة "زاهي" عندك مشتقة من زهيوي وهو اسم الدلع للصرصار في الخليج)  والأدهي من ذلك ان العلماء يقولون ان الأنف يطول كلما مارس الإنسان الكذب، ويقولون إن الرئيس الأمريكي الأسبق بلبل كلينتون غادر البيت الأبيض وانفه أطول ببضعة سنتمترات عن حاله عندما دخله أول مرة، وقد لاحظ البروفيسور ألن هيرش من جامعة الينوى الامريكية ان بلبل كان يتهته ويلمس انفه كلما قدم إفادة كاذبة، عن عمايله المهببة مع الفتاة العجالية مونيكا لوينسكي. ويضيف هيرش انه من آيات الكذاب، انه أيضا يهرش ويحك أجزاء أخرى من جسمه، وتلاحظ عليه علامات اللهاث الناتجة من سرعة خفقان القلب، كما ان الكذابين يميلون الى الجمل الطويلة لأنها تعطيهم فرصة المناورة،  وصولا الى كذبة أخرى مقنعة، ويمكنك التأكد من ذلك بمتابعة أي لقاء تلفزيوني مع مسؤول كبير، فتجده يرد على الأسئلة بعبارات مثل: أولا أشكركم على إتاحة الفرصة لي لتوضيح بعض الحقائق الملتبسة على الجمهور. وفي الواقع هذا سؤال جيد ويدل على انك مذيع ابن ناس وابن أصول وولد قبايل!!. ولاحظ كيف ان بعض زعمائنا  من المزمنين يقفون أمام المايكروفونات ليحدثونا عن الرفاهية والعز الذي نحن فيه، ويرغي الواحد منهم ويزبد لنحو ثلاث ساعات ليثبت صحة ما يقول (يقول الكاتب اليمني عبد الكريم الرازحي إنه كلما سمع زعيما عربيا يتحدث كثيرا عن الرخاء الذي تحقق في عهده، فإنه يفترض أن ما تحقق هو أمر بعد إعادة ترتيب حروف كلمة "رخاء")، وببساطة، فلو كان هناك دليل ملموس على البحبحة المزعومة، لما كانت هناك حاجة للمعلقات والفاليوم اللفظي ولا يعني هذا ان كل صاحب انف طويل كاذب، فهناك من ورث الأنف الطويل ولا يمارس الكذب إلا كهواية عربية عامة. (الحمد لله أنفي أفريقي غير قابل للنمو إلى الأمام)، ومن المحزن حقا اننا شعوب تجعل من الكذب خبزا يوميا: ينهى الواحد منا عياله عن الكذب، ويكافئهم على قول الصدق، ثم يرن الهاتف وتجد نفسك تصيح في ولدك او بنتك: إذا كان المتصل عرقوب بن يعقوب المكروب، قل له انني مسافر .. لا بلاش مسافر! قل له إن بابا مات! واذا سمعت مديرا يمدح من يقوم بأعباء السكرتارية في مكتبه، فاعرف أن الأخير بارع في الكذب، ومن النوع الذي تتصل به لتحديد موعد للقاء المدير في نفس اليوم، فيقول لك بصوت متهدج:  لا حول ولا قوة إلا بالله. أبوه مات فجر اليوم!! الدوام لله .. وهل كان مريضا؟ ..أبدا كان يلعب التنس وفجأة سقط مغشيا عليه لأنه كان أصلا يعاني من مرض القلب، وحاول المدرب إنعاشه ولكن المدرب أيضا مات بعد ان انتقلت اليه العدوى! تقول للسكرتير او السكرتيرة: يا سلام. مرض القلب فعلا شديد العدوى خصوصا اذا كان الجسم يعاني من نقص في الساكسفون، وزيادة في ثاني اوكسيد الكمّون. فيتنهد الكذاب ويطلق زفرة تحرق أسلاك الهاتف: كلنا لها!! وإذا كنت لئيما فقد تحاول إحراج ذلك السكرتير او السكرتيرة بقولك: ولكم ألم يمت أبوه الشهر الماضي، حسبما أبلغتني أنت بالذات؟ هنا تتجلى البراعة والمهنية والاحتراف في مجال الكذب: لا، فالذي مات الشهر الماضي هو أبوه في الرضاع! [email protected]