29 أكتوبر 2025

تسجيل

العراق..أكبر سرقة في التاريخ الإنساني؟

10 سبتمبر 2016

في حركة دفاعية خارجة عن سياقات نصوص التفاهم الطائفي والعنصري والعرقي في العراق، خرج علينا وزير المالية العراقي هوشيار زيباري ملوحا بيده بملفات فساد غامضة ومسكوت عنها طويلا ومغطاة بستار المجاملة والنفاق بل والمشاركة الفعلية في النهب!، ليقول ويعلن ويصرح بأن (هناك شخص قيادي عراقي قام بتحويل أكثر من ستة مليارات دولار لحسابه في الخارج)!، ولكنه لم يكمل المهمة ويفصح عن اسم ذلك القيادي الهمام الذي سرق أكبر سرقة في التاريخ الإنساني لأفقر بلد وشعب في الوقت الراهن دون أن يحاسبه أحد أو تسأله أي هيئات دولية عن الصفة والأسباب التي تجعله يحول مثل ذلك المبلغ الخرافي للخارج؟ ولم تتساءل قوى الكواسر الدولية وهي تعلم بتلك الجريمة لكون مصارفها ومؤسساتها المالية هي المكلفة بحمل ونقل وتحويل تلكم الأموال عن الأطراف التي ستستلم تلكم المبالغ أو مصيرها النهائي وعن فيما إذا كانت ستدعم الإرهاب الإقليمي ولاسيَّما دعم نظامي طهران ودمشق في حملتهما الإرهابية في الشام وعموم الشرق؟لم يفصح هوشيار عن اسم ملياردير الغفلة علنا وجهارا! وهو ما يعني بأن الفضيحة سيتم طمرها إن تم التوصل لاتفاق وتفاهم يراعي مصالح جميع الأطراف المشاركة في عملية (نهب وسرقة العراق)!، لقد كان باستطاعة زيباري الكشف عن الاسم علنا في البرلمان!، ولكنه لم يفعلها بل فضل الإعلان عنها تلفزيونيا لأهداف واضحة لا تخفى على الحصيف!!، ورغم أنه لم يتم تحديد هوية ذلك السارق إلا أنه معروف بل مفضوح للجميع خصوصا وأنه يحمل صفة ملك الفشل والفساد والطائفية وحتى الإجرام في العراق؟ ونحن أيضا لن نعلن عن اسمه لكونه مكشوفا للجميع! وهو من فئة الأقوام التي جاعت ولم تعد تشبع أبدا!! ، وأدمنت النهب واللصوصية خصوصا وأن الصدفة التاريخية السيئة، والطفرة الوراثية التي لم يتوقعها نقلته فجأة وعلى غير توقع ولا استعداد من فئة المفلسين التاريخيين!! لعالم آخر لم يكن يحلم به!، لقد تم إهدار أكثر من 800 مليار دولار منذ احتلال وتدمير العراق عام 2003، كما ظهرت وفضحت قوافل طويلة من القادة اللصوص خصوصا بين صفوف قادة حزب الدعوة الطائفي ومنهم وزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني (بريطاني الجنسية) والذي شفط لوحده مبلغا وقدره مليار وحفنة ملايين وحكم عليه بالسجن لسبعة أعوام وهو حكم سخيف لن ينفذ ولم يدرج اسمه على قوائم الانتربول!! بل شفط ما شفط وهرب بغنيمته للديار البريطانية..وألف عافية..وصحتين!!، كما شملت قائمة اللصوص شخصيات عديدة تبوأت مناصب مهمة في الدولة العراقية التي قامت على أنقاض الاحتلال! والجميع في العراق يعرف أسماءهم وعناوينهم ولكن لم تطالهم يد المساءلة ولا العدالة التي تحولت لمسخرة حقيقية في العراق، فالمتهم بالفساد والإفساد يتحول لبطل تاريخي ولزعيم ملهم ومنقذ!، ومن يكشف الفساد تتم مطاردته والتشهير به وحتى القضاء عليه معنويا ثم تصفيته جسديا!، لو كان (هوشيار زيباري) يمتلك المصداقية الحقيقية والحرص الوطني ليكشف على الملأ وعلى الفور للشعب العراقي المسروق عن هوية سارقيه! ولكنه لم يفعل ولن يفعل لكونه شخصيا وجماعته جزء مركزي من حالة الفساد والتردي الراهنة، لقد تم تحويل وسرقة مليارات العراق لصالح المشروع الإيراني في المنطقة ومن أجل سد احتياجات النظام السوري المجرم! والعلاقات الجدلية بين الأحزاب الطائفية العراقية والنظام السوري معروفة وموثقة ومعمدة بتحالفات تاريخية تعززت مع التحدي المصيري الذي يهدد النظام السوري بالسقوط والاضمحلال وتدمير أهم قواعد (حلف نوروز) الشهير والذي تعزز بالأموال العراقية المسروقة دون حسيب ولا رقيب! سرقات العراق يمكن تسميتها دون شك بسرقة العصر والقرن الحادي والعشرين!