17 سبتمبر 2025

تسجيل

من غزليات عنترة العبسي

10 سبتمبر 2016

* عندما ترجع إلى ديوان عنترة بن شداد العبسي وتقرأ غزلياته في عبلة بنت مالك تجد أن هذه الغزليات أو العبليات لا تخرج عن القول المحتشم الرزين الذي ليس فيه فحش ولا بذاءة، وإنما تجد روح الفارس الماجد الذي يترفع عن الصغائر والدنايا التي تمس المروءة والشهامة، وهذه إحدى قصائده التي قالها في عبلة: أشاقك من عبل الخيال المبهجفقلبك منه لاعجٌ يتوهجفقدت التي بانت فبت معذباوتلك احتواها منك للبين هودجكأن فؤادي يوم قمت مودعًاعُبيلةَ مني هاربٌ يتمعجخليلي ما أنساكما بل فداكماأبي وأبوها أين أين المعرَّجألِمَّا بماء الدحرضين فكلماديار التي في حبها بتُّ ألهجُديار لذات الخدر عبلة أصبحتبها الأربع الهوج العواصف ترهجألا هل ترى إن شط عني مزارهاوأزعجها عن أهلها الآن مزعجفهل تبلغني دارها شدنِيَّةُهملّعةٌ بين القفار تهملِجعُبيلةُ هذا درُّ نظم نظمتهوأنت له سلكُ وحسنٌ ومبهج* وهذه قصيدة أخرى من غزليات عنترة العبسي في محبوبته عبلة لا تخرج كلماتها عن الوقار والأدب:إذا رشقت قلبي سهامٌ من الصدِّوبدَّل قربي حادث الدهر بالبعدلبست لها درعًا من الصبر مانعًاولاقيت جيش الشوق منفردًا وحديوبتُّ بطيفٍ منك يا عبلُ قانعًاولو بات يسري في الظلام على خديفب الله يا ريحَ الحجاز تنفسيعلى كبدٍ حرَّى تذوب من الوجدويا برقُ إن عرَّضت من جانب الحمىفحي بني عبس على العلم السعديوإن خمدت نيرانُ عبلة موهنًافكن أنت في أكنافها نيٍّر الوقدوخل الندى ينهلُّ فوق خيامهايذكرها أني مقيمٌ على العهدعدمت اللِّقا إن كنت بعد فراقهارقدت وما مثلت صورتها عنديوما شاق قلبي في الدجى غيرُ طائريفوح على غصن رطيب من الرفدبه مثلُ ما بي فهو يخفي من الجوىكمثل الذي أخفي ويبدي الذي أبديألا قاتل الله الهوى كم بسيفهقتيلُ غرامٍ لا يوسّدُ في اللحد* ولنقف مع عنترة في هذه القصيدة التي قالها كفارس وعاشق لعبلة:دار لعبلة شطَّ عنك مزارهاونأتْ لعمري ما أراك تراهايا صاحبي قفْ بالمطايا ساعةفي دار عبلة سائلًا مغناهايا عبلُ قد هام الفؤادُ بذكركموأرى ديوني ما يحلُّ قضاهايا عبلُ إن تبكي على بحرقةفلطالما بكتِ الرجالُ نساهايا عبل إني في الكريهة ضيغمٌشرسٌ إذا ما الطعنُ شقَّ جباهافهناك أطعُن في الوغى فرسانهاطعنًا يشقُّ قلوبها وكُلاهماوسلي الفوارس يخبروك بهمتيومواقفي في الحرب حين أطاهاوأكونُ أولَ ضاربٍ بمهندٍيفري الجماجم لا يريدُ سواهاوأكون أول فارس يغشى الوغىفأقودُ أوَّلَ فارسٍ يغشاهاوالخيلُ تعلمُ والفوارسُ أننيشيخُ الحروب وكهلُهَا وفتاهايا عبلُ كم من فارسٍ خليتهفي وسط رابيةٍ يُعدُّ حصاهايا عبل كم من حرَّةٍ خليتهاتبكي وتنعي بعلها وأخاهايا عبلُ كم مهرة غادرتهامن بعد صاحبها تجرُّ خطاهايا عبلُ لو أني لقيت كتيبةًسبعين ألفًا ما رهبت لقاهاوأنا المنيةُ وابنُ كلِّ منيةٍوسوادُ جلدي ثوبُها ورداهاوسلامتكم...