13 نوفمبر 2025

تسجيل

هل اكتشفت طريقك بالحياة؟؟؟

10 سبتمبر 2014

في كل يوم يمر وانا أتأمل والتمس بوحدتي طريقا يبين الفائدة من الحياة التي نعيش فيها فقد مللت الجلوس دون جدوى فقد وقفت في يوم عاصف عند باب بيتي فأتت الرياح القوية تأخذ معها الاشياء وأخذت تتطاير الاوراق التي كنت أمسكها بيدي بشدة فعرفت أنني ليس الا شيئاً صغيراً مثل هذه الاوراق التي تسحبها الرياح معها وكأن الرياح تقول لي: تعال معي حيث اللعب والمرح حينئذٍ صرخت بالريح انتظريني خذيني معك إلى حيث ترغبين وحيثما كنت فأنت تنتقلين من مكان إلى اخر وفي كل الاماكن، فقد تكون الحياة معك أفضل من الحياة التي احياها الآن وهرعت بلهفة مسرعة خلفها اتتبع اثرها فإذا بنور يشع ورائحة الطيب تتناثر منه ويقول اتتركين السعادة الحقيقية وتذهبين وراء طريق لا يعرف مصيره أحد فقد يكون مصيره النار تعالي إليّ وانظري إلى الكون ومافيه من السماء والارض والنجوم والكواكب ألا ترين ما اعظمهما فكيف بخالقهما وهذه الرياح التي ستندفعين نحوها هل تعلمين أين ستأخذك؟ وما الفائدة من الجري خلفها؟ انها طريق الشيطان والضلال اتبعي طريق الهدى اخذت أسال نفسي ما هذا الاحساس الذي راودني؟ وما هو ذلك الطريق الذي يطلق عليه لقب طريق الهدى؟ اخذت اسأل نفسي ما هذا الاحساس الذي راودني وماهو طريق الهدى تردده شفتاي كالمجنونة!!! وقفت مكاني كالحجر الأصم ثم اسقط على الارض لا أتحرك فأذا بي اغط في نوم عميق فأحلم بحلم الحقيقة التي ابحث عنها وجدت نفسي اسير في طريق ملئ بالأشجار والانهار والمرجان واللآلئ وكل ما تشتهي الانفس من الطيبات بمعنى لا أذن سمعت ولاعين رأت ولاخطر على بال احد ووجوه الناس تشع بالنور لم ار مثل جمال صورهم فيهم اناس متحابون احببت الجلوس معهم ولكنهم رفضوا ان اجلس معهم فأخذت اجهش بالبكاء حتى جاء شيخ كبير في السن وهمس في أذني ((كل شيء بحساب)) وقال لي: تريدين الجلوس في هذه المنطقة وتملكينها دون ان تجتهدي وتتعبي في الوصول إليها فالطريق الموصل إليها هو طريق امتحان الانسان لعمله وضميره فاعملي عملا صالحا في الدنيا يدخلك هذه الدار العظيمة، وقفت ثم اخذت اركض واركض ولم اقصد البيت انما وقفت امام مصلى صغير دخلته ولم يكن به أحد ولمحت عيني كتاباً على المنضدة لم أكن أعرف انه القرآن الكريم فأخذت أتأمل صفحاته ولم يكن بوسعي الا البكاء والدموع تنهمر من مقلتي وشعرت وانا أقرا القرآن وكأن عروقي لاول مره ترتوي من الظمأ وتنطفي النيران التي بداخلي كنت مندمجة في القراءة فخرجت من المسجد والقرآن بيدي وانا اقول حقاً انه كلام الله وسأعمل بما فيه من احكام وتشريعات لأنه سعادتي في الدنيا والآخرة وهبت ريح قوية مرة اخرى وايقظتني من حلمي العميق الذي اكتشفت فيه طريقي في الحياة وتعجبت من نفسي كثيرا كيف لم اكتشف الطريق بعد.فالريح آية في حال كونها رحمة من الله تعالى يرحم بها عباده (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) [الرُّوم:46] وفي الآية الأخرى (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ اءله مَعَ اللهِ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [النمل:63].وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أخذت الناسَ ريحٌ بطريق مكة وعمر بن الخطاب حاجٌّ فاشتدت عليهم، فقال عمر لمن حوله: من يحدثنا عن الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئا، فبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته فقلت: يا أمير المؤمنين، أُخبرت أنك سألت عن الريح وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الريح من رَوْحِ الله تأتي بالرحمة وتأتى بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا به من شرها) رواه أحمد.واخيرا: — اقول سبحان من خلقك وارسلك ياريح وحمدت الله على هدايتي...