16 سبتمبر 2025

تسجيل

حكومة الفشل العراقي العظيم !!!

10 سبتمبر 2014

لا يمكن وصف التشكيلة الحكومية التي أقرها البرلمان العراقي برئاسة الدعوي البريطاني حيدر العبادي سوى بعبارة (حكومة إعادة إنتاج الفشل)!، فالتحاصص الطائفي والعرقي المريض قد طبع الصورة العامة لتلكم الحكومة الناقصة والتي غاب عنها أبرز وزيرين يحتاجهم العراق في ظرفه الراهن وهما وزيرا الداخلية والدفاع فالانهيار الأمني والعسكري في العراق لم يدفع النخب السياسية الطائفية على الإسراع بتشكيل القوى الأمنية والعسكرية، بل ظل الاعتماد على الخارج وعلى حلف الناتو وعلى الولايات المتحدة تحديدا لضمان خروج العراق من ورطاته وأزماته التي تتناسل بصورة أميبية مزعجة!، فكل الأمور في العراق تجري بالتواكل والاعتماد على الغير، والنخب السياسية الفاشلة لم تزل تعيش زمن (سقيفة بني ساعدة)! وتفكر بعقلية بناء الدولة وفقا لنظرية (منا أمير ومنكم أمير)!، فيما يفكر بعض المتأزمين والفاشلين وفق نظرية أن (السواد بستان قريش)!، ولكن قريشا هذه المرة ليست قريش التي نعرفها، بل تلك القبائل الطائفية القادمة من طهران ونظامها والتي جعلت الوزارة العراقية الأولى بعد زمن المالكي التعيس تترنح تحت ضغوط هوية المرشح لوزارة الدفاع والتي يتدافع ويتطاحن عليها القوم بالمناكب والأكف!، فمن يسيطر على وزارة الدفاع ستتيح له تلك السيطرة الإشراف على صناعة القرار الاستراتيجي في بلد هو اليوم سيكون ميدانا لمعارك ساخنة لقوات الناتو ضد التنظيمات الإرهابية المتطرفة والتي هي طبعا ليست داعش فقط! بل إنها أيضا تضم تلك التنظيمات المنضوية تحت غطاء ما يسمى بـ (الحشد الشعبي)! والتي ارتكبت من الفظائع وقطع الرؤوس وحرق الجثث ثم التصوير معها ما يندى له جبين الإنسانية، فالدواعش في العراق قد تفرقوا بين الملل والنحل والعصابات والأقوام العراقية المتناحرة، فهنالك داعش البغدادي، وهنالك داعش الخزعلي! وهناك داعش البطاط.. وبقية الجمع الطالح، والنظام الإيراني قد بلغ من القوة شأنا ومكانة في العراق بحيث أنه يستطيع تعطيل الحياة السياسية أو جعلها على كف عفريت مما جعل حكومة العبادي ورغم العين الأمريكية الحمراء وفرمانات (البيت الأبيض) بالإسراع بتشكيل الحكومة، حكومة ناقصة عرجاء وعوراء تحمل بذور فشلها معها خصوصا مع اعتذار حسين الشهرستاني عن تولي منصبه الوزاري في التعليم العالي، والمتغيرات في حقيبة وزارة الخارجية التي نقلتها من الحضن الكردي لحضن حزب الدعوة ولرعاية رئيس الحكومة الفاشلة السابق إبراهيم الجعفري الذي لا علاقة له بعوالم الدبلوماسية والعلاقات العامة وهو ليس الشخص المناسب لقيادة دبلوماسية الانفتاح العراقية التي تتطلب مرونة ومهارة ومقبولية وحيادية وانفتاح، وجميعها صفات لا علاقة للسيد الجعفري بها. لقد كانت تشكيلة حكومية بائسة طابعها اللصق والترقيع ومحاولة إرضاء الجميع بالمناصب الجزافية!!، فنواب الرئيس العراقي وكان أولهم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، وثانيهم إياد علاوي وثالثهم النجيفي كانت مناصبهم بمثابة ترضية لهم، وفي حالة المالكي فإن المنصب قد وفر حصانة سياسية كاملة له ضد أي مساءلة قانونية عما اقترفت يداه من مآس دمرت العراق وأحالته لهشيم وحولته اليوم لملعب من ملاعب الناتو، ولحديقة خلفية للحرس الثوري الإيراني؟ ثم لا أدري لماذا الانتظار أسبوعا آخر قبل إعلان أسماء وزراء الداخلية والدفاع؟ فهل يتعلق الأمر باسترضاء النظام الإيراني رغم الضغوط الأمريكية المعروفة بعدم إسناد حقيبة الدفاع لقائد فيلق بدر الحرسي العراقي العميد أركان حرب هادي العامري!! وإصرار طهران على توليه لهذا المنصب؟ وهل سيحصل توافق أمريكي أو زواج متعة مصلحي سيغير قواعد اللعبة والصورة العامة لإدارة الصراع في العراق؟.أيام العراق القادمة ستكون مؤلمة لأنه ببساطة لاشيء تغير بالمرة، بل إن بوم الخراب القريب قد سمعت أصواته من بعيد، وبصراحة قاتلة نقول ونؤكد أنه (مفيش فايدة)!