15 سبتمبر 2025

تسجيل

ساق البامبو

10 سبتمبر 2013

قرأت رواية جميلة للكاتب الكويتي المبدع سعود السنعوسي، اسمها "ساق البامبو" وقد شدت انتباهي من أول صفحة حتى آخرها، رغم ان الروايات لا تستهويني إلا نادراً. تحكي الرواية عن شاب يبحث عن انتماء لوطن، لعائلة، لدين.. لكل شيء.. بعد أن أصبح ضحية لزواج كاتب كويتي وخادمة فلبينية. الرواية استثنائية جداً، بالأحداث، بالحكم الموجودة بين السطور، بالأشياء الواقعية والقضايا التي تمس المجتمع.  أثناء قراءتي لها، أحببت الشعب الفلبيني أكثر وأكثر من قبل.. في كل مرة يزيد احترامي لهذا الشعب الجميل.. ويستغرب البعض مستفسراً عن سر هذا الحب.. والسر هو أني أحترمهم جداً كونهم أفرادا طموحين ومتواضعين ومثابرين، يقبلون بأبسط الأشياء للوصول إلى أعظم الأشياء، ورغم شقائهم نراهم دائماً مبتسمين يقولون لنا: صباح الخير، تفضلي ياسيدتي، استمتع بوجبتك، أتمنى لك يوما رائعا.. يحافظون على كلماتهم الجميلة، رغم تساقط الكثير من الأشياء الأخرى في حياتهم. سافر الكاتب إلى الفلبين لإكمال روايته، فأخلص في التفاصيل وكان دقيقاً في سرد صغائر الأمور التي تجعلنا نشعر وكأننا جزء من قصته الدرامية الهادفة. دخلت الكثير من كلمات الكاتب إلى قلبي، لأنه كتبها من أعماق قلبه فاستطاع أن يشارك قُراءه مشاعره وإحساسه. قال سعود السنعوسي في روايته "نحن لا نكافئ الآخرين بغفراننا ذنوبهم، نحن نكافئ أنفسنا ونتطهر من الداخل".. فلامست هذه الجملة ضميري وعانقته، لأن غفراننا لذنوب غيرنا هو فعلاً مكافأة لنا، وليس لهم.. فهو الذي يسمح لنا بالعيش صباحاً والنوم ليلاً بكل راحة.. فالحقد يقتلنا ولا يقتل من نحقد عليه، والكُره يضيق من مساحة قلوبنا، لا قلوب من نكرهه.. فنصبح نحن أول المتضررين من مشاعرنا السوداء.. لهذا علينا أن نسامح بيننا وبين أنفسنا لنفتح المجال للراحة للدخول إلى حياتنا وتطهير قلوبنا وضمائرنا.. ولا يجب علينا أن ننسى.. فالنسيان هو تكرار نفس الأخطاء مرة أخرى، وعدم الغفران هو تكرار نفس الآلام كل يوم.