07 أكتوبر 2025
تسجيللدينا العديد من المناطق السياحية في قطر جاذبة وتحتاج إلى تطوير واهتمام من قبل المسؤولين، ويمكن للشركات التجارية أن تهتم بها ويكون لها مردود استثماري كبير، ويستمتع السياح بها بشكل منظم وجميل. لقد أصبحنا نعرف الحاجة إلى مثل هذا النوع من السياحة مع بقائنا في البلد أطول فترة ممكنة، تزامناً مع وجود كورونا مما اضطر العديد منا للبحث عن الشواطئ الجميلة والمغاصات الممتعة التي تحتوي على الشعاب المرجانية الخلابة. كما هو معروف توجد لدينا محميات برية وبحرية مميزة فقط تحتاج بعض التعديلات لتكون مواقع سياحية رائعة مع المحافظة عليها. لم تنشأ المحميات إلا لزيارتها والاستمتاع بها، لا أن تظل مقفلة ولا يستطيع أحد الاقتراب منها، شواطئنا ممتدة شمالاً وغرباً وجنوباً وشرقاً يمكن الاستفادة من الكثير منها لو تم استغلالها بالشكل الصحيح مع التقليل من الأملاك الشخصية غير المستغلة لفتح المجال لعموم الجمهور لزيارتها والاستمتاع بها وتفعيل الحركة الاقتصادية للبلد وازدهار السياحة فيها، نحن مقبلون على تنظيم تظاهرة عالمية كبيرة (كأس العالم لكرة القدم) ونحتاج مثل تلك المناطق السياحية لتعكس واقع بلادنا وروعة الشمس الساطعة بها في تلك الفترة، نشعر بالحزن حينما نرى العديد من المواقع في قطر غير مستغلة اقتصادياً وأعني بذلك لا توجد بها ما ينشط السياحة ويعود بالنفع على الدولة وأهل المناطق أنفسهم. دول عديدة لديها أماكن سياحية بسيطة وقد تكون تافهة.. يشحن لها الإعلام وتوضع لها تذاكر للدخول ووسائل نقل وتبدو وكأنها أحد الكنوز المهمة التي يحرص السياح على زيارتها. السياحة البيئية من أفضل الوسائل لتحقيق التنمية الاقتصادية للمناطق النائية لما يمكن أن توفره من فرص عمل ونمو للاقتصاد، ولدينا عشرات المناطق الجميلة التي يمكن زيارتها وتنشيط الحركة السياحية إليها ومنها ما يعرفها البعض وتغيب عن البعض الآخر، وعلى سبيل المثال: مناطق تواجد المها القطرية في الشيحانية والمسحبية التي تمتاز بالأشجار الطبيعية والهضاب ورأس عشيرج الموقع البحري الجميل ومدينة الزبارة الأثرية وقلعة مروب واركيات والثقب وقلعة الوجبة والنقيان لما تتمتع به من هضاب رملية، وخور العديد الموقع الرائع الشهير في قطر لما يمتاز به من شواطئ رائعة وكثبان رملية عالية قد تكون الأبرز في العالم، وهناك بعض الجزر مثل ركن وبن غنام وأم الفار التي تمتاز بجودة الأسماك وأعداد الطيور الكبيرة بها وأم تيس والعالية والسافلية وفي مدينة الذخيرة الاستمتاع بالتجديف بين غابات أشجار (القرم) المنغروف والطيران الشراعي. ومن المناطق الجميلة أيضا بروق، التي بها تشكيلات كلسية طبيعية رائعة وبها قرية الأفلام العالمية وهي جزء من محمية الريم التي أدرجت على قائمة منظمة اليونسكو، وهناك زكريت ومحمية الجنوب.. وأخيراً الاستادات الرياضية الفريدة عالميا، وغيرها من المناطق السياحية الجميلة في دولتنا الحبيبة، يجب الاهتمام بالسياحة البيئية وألا نعتمد فقط على السياحة التقليدية التي يعرفها كل العالم وهي زيارة الأسواق والمولات. امتلأت قطر بالمولات أشكالاً وألواناً فيكفي منها، ولنتجه إلى السياحة البيئية وننظمها ونهتم بها لأنها يمكن أن تشكل حركة اقتصادية كبيرة لدولة قطر وتعبيراً قوياً وصادقاً عن الموروث القطري وأصالته على أرضه. تحية شكر وتقدير للكاتب أحمد حسين المطوع لإهدائه نسخة لي من كتابه السياحة البيئية في دولة قطر. [email protected]