28 أكتوبر 2025

تسجيل

ملحمة حلب الكبرى ونهاية حلف الأشرار

10 أغسطس 2016

وسط فوضى المشهد السوري، والحروب المتنقلة القائمة هناك، وتشابك مختلف الأطراف، وتحول الأرض والسماء السورية لمساحات تدخل أممي واسعة النطاق وحيث ازدحام الطائرات والصواريخ والتوجهات والأجندات، تدور في الشمال السوري وفي مدينة حلب الشهباء بالذات رحى معركة ضخمة لتقرير الإرادة والمصير، وهي معركة أو ملحمة حلب الكبرى التي تمكنت المعارضة السورية الحرة المسلحة خلالها من إحراز انتصارات ميدانية كبرى رغم العدد الكبير من الشهداء والذين تجاوزت أعدادهم الـ300 شهيد تمكنوا من فك أبشع حصار طال عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء وفي مواجهة ثلاثة جيوش مدججة بأعتى وأحدث أسلحة الدمار كالطيران الروسي وجيش النظام وجيش الحرس الثوري والعصابات الطائفية اللبنانية والعراقية المسلحة والتي تكبدت جميعها خسائر بشرية مروعة عبرت عن عمق أزمة تورطهم خصوصا وأن حزب الله اللبناني بالذات تحمل القسط الأكبر من تلك الخسائر وسط حالة من الصمت والصدمة التي ضربت أوساط الحزب في لبنان وحيث يخوض حرب تورطية لا ناقة للشعب اللبناني فيها ولا جمل، وحفرت أخاديد من العداء لن تندمل جراحها بسهولة وستظل تشكل عقدة غائرة بين الشعبين للأسف، تقدم المعارضة السورية المسلحة الجهادية في حلب قلب موازين الصراع على مستوى التعاطي بين الحلفاء المعادين لحرية الشعب السوري، والآلة العسكرية الروسية الفظة لم تجد ما تعبر عن رد فعلها إلا من خلال الاستهجاف الإرهابي المجرم للمدنيين في ظل غياب الموقف الدولي والأمم المتحدة خصوصا ورضى الحليف الأمريكي الذي يغض البصر عن الجرائم الإنسانية المقترفة من قبل قوات التحالف الدولي في روسيا، وهنالك ثغرة كبيرة تتمثل في تراجع دور أصدقاء الشعب السوري الذين لم يكونوا على استعداد لإرسال المساعدات الإنسانية للمحاصرين الذين فك حصارهم في حلب! بل لم يرسموا أي خطة لذلك وكانوا غائبين تماما عن المأساة الإنسانية في المدن السورية المدمرة!، وحتى العالم العربي ضمن إطار الجامعة العربية فإن دوره غائب بالمطلق وليس له أي حضور للأسف وأضحى معدوما بالكامل وبما يشكل صدمة حقيقية للنظام السياسي العربي العاجز بشكل صريح. وجل التحركات الدائرة بعد التطورات الساخنة في حلب تتمثل في المشاورات الإيرانية/ الروسية التي دخلت في منعطف حاسم في ظل تعميق التدخل وتوسيع إطاره، وبما سينجم عن تلكم المشاورات من تنفيذ لخطط وأساليب لربما تعمد لتشويه الإنتصار الشعبي السوري ولممارسة أدوار أكثر عدوانية ستستهدف المدنيين السوريين عبر تجاهل إرسال المساعدات والضغوط العسكرية المكثقة لمساعدة النظام السوري الذي إنهارت صفوفه منذ زمان وتداعى فعليا لولا حقن الدعم الإقليمي والدولي التي أمدت بحياته لمراحل تخريبية أخرى، ومع إعلان أحرار الشام المجاهدين عن بدء معركة التحرير الشامل لمدينة حلب من دنس الأشرار يبدو واضحا بأن نسق المعارك سيتوسع بشكل واسع وبأن حلف الأشرار قد يلجأ لاستعمال أسلحة غير تقليدية كرد فعل مباشر على الهزيمة التي أحاقت به، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي التخلي عن حجاب الصمت والتحرك الفوري والعاجل لمنع مأساة ومجزرة دموية سيمارسها حلف الأشرار لا محالة، فهزيمة السلاح الروسي والعقيدة القتالية لذلك الحلف وأطرافه تبدو أمرا صعبا وغير مستساغ في عقيدة المهزومين!، وهي عقيدة عدوانية هدفها حماية نظام إرهابي مجرم مارس مختلف وسائل الإبادة الشاملة للشعب السوري للحفاظ على مواقعه السلطوية، قرار أحرار الشام بتوسيع ساحة المواجهة وبالإصرار على تحقيق النصر الكامل قرار ستراتيجي يحتاج لمساندة إقليمية مركزة ولتفعيل وسائل الضغط لأصدقاء الشعب السوري لمساعدته على إنجاز المهمة التحررية المقدسة، الأيام القادمة صعبة جدا ومصيرية، والنظام السوري رغم شراسة الحلف المؤيد له يسير في طريق الاضمحلال لا محالة.