سن الياس عند الرجال!

بكل تأكيد نحن نعيش في عالمنا العربي في مجتمع ذكوري بكل أفعاله وتصرفاته ونعيش انحيازا واضحا وصريحا للرجل، رغم النجاحات التي حققتها النساء في كافة المجالات والميادين، حتى وصلت الى أن تكون رئيسة لدول كبيرة ووزيرة للحزب ورائدة فضاء وحائزة على نوبل في كافة المجالات.ورغم كل ذلك ما زال هناك من يقول إننا ناقصات عقل ودين لأنه فهم الحديث بمفرداته الظاهرة دون أن يتحقق من فهمه أو حتى يكلف نفسه قراءة تفسير وشرح الحديث لكبار علمائنا الأجلاء كابن تيمية والشافعي رحمهما الله.بل وقد يتفاخر معظم الرجال بأن النساء فقط هن من يصيبهن سن اليأس وأن المرأة فقط هي التي تصل إلى سن قد تفقد معه خصوبتها وشبابها وقدرتها على الإنجاب، لأنها تصل الى ما يسمى عند الاطباء بسن اليأس.وإن الرجل لا يوجد عنده مثل هذه السن متحديا المرأة ومدعيا أنه سيظل دائما "شبابا" ويظل محتفظا بشباية، وأن الرجال لا تصيبهم الشيخوخة وبإمكانه أن يحتفظ بقوته وخصوبته حتى أرذل العمر، ومؤخرا ظهرت دراسات تؤكد تعرض الرجال ايضا لسن اليأس، فإذا كان تعريف سن اليأس الذي يصيب النساء عندما يقل هرمون الأنوثة، وتصل إلى سن انقطاع الطمث، فإن سن اليأس يصيب الرجال أيضاً، عندما يقل هرمون الذكورة نتيجة لبعض العوامل والأسباب التى يوضحها الأطباء ويؤكدون أن سن اليأس قد يصيب الرجال، كما يطرحون سبب الوقاية منه من خلال الأغذية والرياضة المناسبة التي تساعد على زيادة إفراز هرمون الذكورة عندهم.وبالرجوع أكثر الى توضيح الأطباء نجد أن سن اليأس يصيب الرجال مثلما يصيب النساء، ويكون نتيجة لحدوث انخفاض في هرمون الذكورة الحر، فإذا كان هرمون الذكورة الحر أقل من المعدل الطبيعى وهو من 70 % إلى 100 % يصاب الرجل حينها بسن اليأس، وأن سن اليأس يصيب الرجال ابتداء من سن الأربعين حتى سن السبعين.كما توجد بعض الأمراض التي تؤثر على هرمون الذكورة وتتسبب في انخفاضة وهو ما يؤدي للإصابة بسن اليأس عند الرجال، ومن ضمن هذه الأمراض السكر وأورام الغدة النخامية والإصابة ببعض الفيروسات كفيروس الغدة النكافية الذي يؤثر على وظيفة الخصية عند الرجل، وأن الأشخاص الذين يعالجون بالعلاج الكيميائى والإشعاعى أيضا قد يؤثر ذلك على انخفاض هرمون الذكورة لديهم".وحتى يعلم أي رجل انه وصل الى هذه السن فإن هناك أعراضا أشار اليها البحث منها قلة التركيز والشعور بالأرق وضعف العضلات بالجسم وضعف الرغبة الجنسية.ولتأخير هذه السن عند الرجل ينصح بتناول الأطعمة بشكل متوازن، والإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة، والمأكولات البحرية، وبعض أنواع المكسرات مثل الكاجو، وعين الجمل،...الخ التي تساعد على زيادة هرمون الذكورة، مع الإقلال من تناول السكريات والدهون، وممارسة الرياضة والحفاظ على الوزن المثالي للجسم من العوامل المهمة التي تساعد على تأخر ظهور سن اليأس.وأخيراً كان الهدف من هذا المقال الذي اعتمدت فيه على قراءة لبحث علمي بريطاني نشر مؤخراً وترجمته عدة صحف ومجلات عربية هو ان الرجل والمرأة متساويان في كل شيء حتى في الوظائف الحيوية ولا يوجد أى تفضيل بينهما أو انتقاص من أحدهما لصالح الآخروان المفاضلة بينهما بالعمل والكفاح والدأب والإخلاص والتعلم والعلم الدائمين، وإن القوامة للرجل تعني حرصه وحفاظه على أسرته بما حباه الله به من قوة جسمانية وقدرة على السعي للرزق في الأرض وليس معنى ذلك انه الأفضل عند الله والمجتمع.فالرجل والمرأة وجهان لعملة واحدة لا يستوى الكون بدونهما والمرأة هي الأم والأبنة والأخت والزوجة والسكن ويكفينا فخراً ان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد انتقل الى الرفيق الأعلى في حجر أم المؤمنين السيدة عائشة رضوان الله عليها وأرضاها، فرفقاً بالقوارير أصلحكم الله وسلامتكم.