12 سبتمبر 2025

تسجيل

البيئة الإيمانية في شهر الخيرات

10 أغسطس 2011

ما أروع هذه الأيام المباركة التي تهل فيها نسائم الخير ليترك أريجها أثرا جميلا في النفس البشرية تنقيها وتطهرها مما يعلق بها من ذنوب يندى لها الجبين، فشهر رمضان هو خير أيام الدهر وهو بمثابة كنز يرجو العبد الاستزادة من خيراته، فهو يُعد بيئة إيمانية خصبة، وشهر رمضان هو الفرصة الحقيقة في العمر لبلوغ الخير كله ولذلك فالمسلم مطالب فيه ببذل الجهد في القرآن وفي الذكر وفي الإنفاق والجود والكرم حيث إن الله عز وجل كرم هذا الشهر وفضله فلله عز وجل مواسم فضلها على بعض كما فضل سبحانه أياما وشهورا وليالي وكرم أفرادا وأمماً فإن من المواسم المكرمة والمفضلة شهر رمضان ومن الليالي ليلة القدر كما من الأشخاص الأنبياء ومن الأنبياء أولو العزم من الرسل فشهر رمضان من أعظم مواسم الخير والتقرب إلى الله تعالى. ولذلك فإن الزمان عموما ليس له معنى إلا بحدث يغيره ويؤثر فيه ولكل شخص أن تؤثر في نفسه أحداث إن هو صنعها أو هي فرضت عليه فلتكن الاستفادة منها عنوانه والانطلاق بعدها أسلوبه ورمضان هو هذا الحدث العظيم الذي على المسلم أن يجعله انطلاقة وبداية ولتكن الآن وليست في الغد أو بعد قليل. ولعلي أتوجه لقرائي الأعزاء بتلك النصائح الغالية مذكرا نفسي وإياكم بها.... 1 — يجب أن نعلم أن للنفس إقبالا وإدبارا: وأنه من غير الطبيعي أن يظل المرء على نفس المستوى الإيماني والروحي أبدا، فهو بين العلو والانخفاض والزيادة والنقصان. لكن الأهم ألا يدع الشيطان يجعل من هذا النقصان بابا لإدخال اليأس والإحساس القاتل بالتقصير إلى النفس فتقارن بين الحال في رمضان والحال بعده، فتحس بالتفريط وتترك جملة ما أنت عليه من خير، ولكن ساعة وساعة. 2 — علينا أن نجتهد في الحفاظ على البيئة والروح: فبيئة رمضان من صحبة صالحة، وارتياد للمساجد والتواصل مع أنشطة الخير والطاعة... هي المساعدة على الاستمرار والمواصلة، فحافظ عليها قدر المستطاع. 3 — اجعل وردا يوميا ممّا كنت تعمل وتداوم عليه في رمضان: خاصة تلك الأعمال التي وجدت لها في قلبك أثرا وحلاوة، وحبذا لو كانت بنفس الطريقة التي اعتدت عليها في رمضان، من حيث الوقت والمكان والكيفية، كالورد القرآني والقيام والصدقات...وبقية الأعمال الصالحات. 4 — اجتهد في صيام الست من شوال: والتماس مواسم الخير والطاعة والتعرض لنفحات الله، فذلك يحافظ على قربك منه ويُري الله الصدق منك. 5 — وقبل ذلك وأثناءه وبعده أكثر من الدعاء واستعن بالله: والزم باب الله الكريم، واسأله أن يأخذ بيدك إليه، وأن يحفظ عليك نعمة الطاعة والقربى منه، وأن يجعل أيامك كلها رمضان. وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها، فلعلها أن تصيب أحدكم فلا يشقى بعدها أبدا).