10 نوفمبر 2025

تسجيل

المرأة الموظفة

10 يوليو 2017

عمل المرأة أصبح ضرورة حتمية، تفرضها الظروف المعيشية لدى البعض، وحب العمل وزيادة الدخل لدى البعض الآخر.المرأة بعد أن تحصل على أعلى الشهادات، وتلتحق بالكثير من الدورات، يحق لها أن تحوز أفضل الفرص الوظيفية، لتكمل بها حياتها العملية.المرأة المتزوجة، مسؤوليتها تتضاعف، كونها مسؤولة في عملها وما يترتب عليها من مهام وظيفية، وكذلك مسؤولة عن البيت وما يترتب عليها من مهام فيه..تزداد القضية تعقيداً حين يصبح في البيت أطفال..فهم يحتاجون إلى الرعاية وإلى إحساسهم بحنان الأم وليس حنان المربية أو الحضانة..أغلب النساء الموظفات يتحتم عليهن الخروج من المنزل عند السادسة صباحاً، والعودة إليه عند الساعة الثالثة عصراً، وهذا معدل ساعات العمل في الوقت الحاضر.تصل الأم عصراً وتتناول طعام الغداء وتذهب لترتاح من عناء يوم عمل شاق..من يهتم بدراسة الأطفال وحل الواجبات المدرسية معهم؟!الزوج يخرج ليقضي مصالحه، التي تحتاج إلى متابعة شخصية منه أو ليلتقي بأصدقائه..الزوجة بعد أن تستيقظ من النوم في أول الليل، حتماً ستنشغل بمتابعة المكالمات والمسجات التي فاتتها، وما أكثرها مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أو قد تتحدث مع الأهل والأصدقاء، أو تشاهد الفضائيات، هذا غير التسوق وقضاء الحاجات..في هذا الوقت الأطفال يجب أن يكونوا قد ناموا استعداداً ليوم مدرسي جديد.ستقول إحداهن أين المشكلة؟!المشكلة هي: من سيربي هذا الجيل؟! شبكات التواصل الاجتماعي، أم الخادمات؟! أين حق الزوج على زوجته؟!أين حقوق الأبناء ومتابعتهم؟! لماذا لا توضع قوانين تحتم إنهاء دوام عمل المرأة المتزوجة مبكراً، أو يصرف لها راتب مقابل تربيتها أولادها وهي في بيتها؟؟ تلك المهنة هي أفضل وأنبل المهن..حينها ستكون في استقبال زوجها وأولادها، وستصنع الطعام بيدها، وستربي أولادها على القيم والعادات التي تربت هي عليها..وستتحدث مع أبنائها وتتواصل معهم، وستحافظ على اللغة العربية السليمة واللهجة المحلية، وتعلمهم مخافة الله وسماحة الدين، وستجد الوقت الكافي لكي تكون بجوارهم، تعلمهم الحب وتزرع فيهم الثقة وتحميهم من غدر المربيات والخادمات..لا نريد جيلاً حصل على كل شيء وفقد حنان أمه أو والديه!!لا نريد جيلاً ممسوخاً بعادات ولهجات الخادمات والمربيات والسائقين!!لا نريد جيلاً تربى على مرافقة الخادمات في كل مكان!!لا نريد أبناء يحفظون كل شعرة في رأس المربية، ولا يعرفون شكل والديهم إلا بالصور أو وقت إعطائهم المصروف!!أتمنى من الدولة أن تولي اهتماما لعمل المرأة، وأن تخفف ساعات العمل عليها وأن تعطي من تريد التقاعد مبكرا التقاعد، حتى ولو بعد عشر سنوات من العمل مع الاحتفاظ بأغلب راتبها لها.ولن تجد الوزارات المعاناة من كثرة الإجازات للأمهات العاملات!!واقتراح آخر من شأنه التخيف عليهن، أن يكون عملها لمدة أربع ساعات فقط في اليوم، وإذا تطلب العمل وجود الموظفة أكثر من ذلك، فيجب أن تكون هناك مساعدة لها تكمل عملها، تأتي بعدها..لا ننسى أن الأم العاملة لديها عمل كبير ومهم في بيتها، فلنرفق بها ولنعاملها بكل تقدير واحترام مهما كلفنا ذلك، حتى نضمن، بإذن الله، مستقبلاً منيراً لفلذات أكبادنا..