19 سبتمبر 2025

تسجيل

العافية في ( الزوجة )

10 يوليو 2015

المفترض في الزوجة أن تكون صالحة مستقيمة على أمر الله تعالى ، لأنها سوف تحمل مسؤوليات وأمانات ومهاماً تعجز عن حملها غير المستقيمة ، إدارة شؤون الأسرة حسياً ومعنوياً حملٌ كبير ، حراسة للفضيلة ومراقبة ونصحاً وإرشاداً وخاصة في هذا الزمان وكثرة الفتن وقد غضّت الأسرة المسلمة مضاجع الأعداء وامتلأت البيوت بالخدم والحشم وكثرة الوالجين والخارجين فكانت العافية مطلباً غالياً وملحاً.العافية في الزوجة :أن تكون مستقيمة على أمر الله متأدبة بأدب الشريعة وأخلاقها ، يقول رسول الله ( خير النساء – يعني الزوجات – إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها ) رواه أحمد وهو صحيح وقال رسول الله ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه مسلم ، يعني الدنيا شيء يستمتع به وخير متاعها الزوجة الصالحة ، لأنها سوف تريحه وتعينه وتحمل معه حمله وتحفظ له عرضه وبيته وماله وتربي أبناءه وتوجه بناته ، وهذه الزوجة بشَّرها رسول الله بالجنة فقال ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) رواه ابن حبان وصححه الألباني ، ذلك أن حق الزوج كبير ، وللأسف تغفل أكثر الزوجات عنه ، يقول رسول الله ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وقال ( أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة ) رواه الترمذي.العافية في الزوجة :أن تكون مطيعة لزوجها في المعروف ملبية لطلباته بما أمر الله تعالى حريصة على مرضاته بعد رضى الله تعالى كما سبق في الحديث ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها ... حتى قال وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ) وأن تكون سكناً له ومأوى يلجأ إليه بعد ربه عز وجل تخفف عنه عناء الحياة وعبء العمل وما يلاقيه من معارضة وتعب ونصب ، يقول تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) هذا من آياته سبحانه الدالة على عظمته وكمال قدرته ، أن خلق لكم أزواجاً من جنسكم من تراب من بني آدم من البشر حتى لا تنفروا منها ( لتسكنوا إليها ) تألفونهم وتجدون الأمن والاستقرار عندهن والطمأنينة كما كان حال خديجة رضي الله عنها مع رسول الله عندما جاءه جبريل أول مرة في صورته التي خلقه الله فضمّه ثلاث مرات وأمره بالقراءة ثم علمه فعاد رسول الله خائفاً يقول : زملوني .. دثروني ، فاستقبلته رضي الله عنها بكل حنان ومودة وشرعت تطمئنه وتخفف عنه تقول : كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل فأخبرته بما جرى لرسول الله فطمأنه وأخبره إنه يبعث رسولاً لهذه الأمة ووعد بالمؤازرة والوقوف معه لكنه توفي قبل مبعث رسول الله . العافية في الزوجة :أن تكون محضن الأمن والسكينة للزوج وأن تكون ودودة معه تنبعث منها المودة والمحبة الصادقة التي تخفف عن الزوج العناء والتعب ، يقول رسول الله ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ) صححه الألباني ، والمرأة الودود كنز ثمين لنفسها وزوجها وأهله وأهلها ، فإنها ودودة صالحة تحب الخير والصلاح ، وسوف تسعد زوجها بمودتها وتربي أبناءها على الصلاة ولأنها ودودة قد عرفت الودّ وتذوقته فإنها سترقق قلب زوجها على أرحامه وأهله والفقراء والمساكين والناس أجمعين ، فيكسب الحسنات ويعتلي رفيع الدرجات ، وأما الولود فإنها سوف تنال محبة زوجها وأهله لأن الرجل يحب الأبناء وخاصة الولد الذكر عند العرب ، والله تعالى يقول ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) فهم زينة هذه الحياة ، ويدعون له ويحملون اسمه وهم عقبه كما جاء في دعاء رسول الله ( واخلف له في عقبه ) أي أن الله يتولى ذريته بالرعاية والحفظ تكرمة له ومن تركهم وراءه . فالمرأة الولود يحبها الرجال ويبحثون عنها ولا يميلون للمرأة العقيم ، جاء رجل إلى رسول الله فقال ( إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد ، أفأ تزوجها ؟ قال: لا ثم أتاه الثانية فنهاه رسول الله ثم أتاه الثالثة فقال رسول الله : تزوجوا الودود الولود ) صححه الألباني.العافية في الزوجة :أن يسلم الرجل من الزوجة السوء سليطة اللسان التي إذا أمرها زوجها أبت وعصت أمره ، وإذا غاب عنها ضيعت بيته وماله وولده وفراشه ، يقول رسول الله ( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله إنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا ) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني. وقال رسول الله ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) رواه مسلم ، وثبت عن رسول الله أنه قال ( المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا ... فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) رواه مسلم وهذا يشمل الرجل والمرأة.وقال رسول الله وقد سئل عن امرأة ، يا رسول الله إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : هي في النار ) رواه أحمد ، هذا فيمن تؤذي جيرانها فكيف بمن تؤذي زوجها وهو صاحب الفضل عليها بعد الله تعالى .العافية في الزوجة :ألا تدخل أحداً من الرجال بيت زوجها ولا تسمح لأحد أن يدخل عليها ولو كانوا أرحاماً له ولها من غير المحارم ، يقول رسول الله ( ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ) رواه مسلم ، وهذه بلية ابتليت بها بعض مجتمعات المسلمين فلا يرون بأساً في دخول البيوت وهم أغراب أو أرحام يدخل الرجل على زوجة أخيه أو ابن عمه أو صديقه ، ولقد شبّه رسول الله هذا الدخول بالمصيبة الكبرى وهي الموت ، يقول ( إياكم والدخول على النساء ، قالوا: أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت ) متفق عليه ، والحمو هو قريب الزوج ، وكم من المصائب وقعت بسبب دخول الرجال على النساء في بيوتهن . وقال ابن عباس رضي الله عنهما ( لعن رسول الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ) وقال ( أخرجوهم من بيوتكم ) رواه البخاري.والمرأة الصالحة لا ترضى بدخول الرجال عليها ولو كانوا أتقياء فإن الله تعالى منع الصحابة الكرام وهم المبشرون بالجنة ، منعهم من لقاء أمهاتهم زوجات رسول الله بلا حجاب أو حاجز وهنّ أمهاتهم فقال ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )