12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هم أنفسهم، الوجوه والأقلام والصحف والفضائيات نفسها، هم هم، لم ينقص منهم واحد ولا زاد عليهم واحد، هم من "ملأوا الفضاء ضجيجا" بأن "الفكر لا يواجه إلا بالفكر"، وأن "الأفكار لا تقتل وكلمة كلب لا تعض"، وأن "المصادرة تعيدنا إلى عصور الظلام وتبقينا فيها".هم أنفسهم من دافعوا عن "سلمان رشدي" وهو يتطاول على القرآن الكريم وعلى المعصوم محمد صلى الله عليه، وعن "حيدر حيدر" إذ ينعت "القرآن" بأبشع النعوت، وعن رسامي "أفتين بوستن" الدنماركية، و"شارلي إبدو" الفرنسية وهم يتطاولون على سيد ولد آدم ولا فخر محمد صلى الله عليه وسلم. ومن وعن "مكسيم رودنسون" وهو يسند للنبى صلى الله عليه وسلم ما لو أسند واحد فى المئة منه إلى أحدهم لجره إلى القضاء ولم يتركه إلا سجينا مفلسا.هم أنفسهم من نراهم الآن لا يكتفون بمصادرة "الفكر" بل يطالبون بإعدام "المفكرين" ولا يتوقفون عند حظر الكتب، بل يشاركون في إحراقها بأيديهم.كانوا من قبل يحدثوننا عن "محرقة الكتب" ويعتبرونها "همجية" وهم يدافعون عن نشر الكفر بعينه، ويبررون هذا النشر بأنها "أعمال فنية" إذا ما تعلق الأمر برواية أو ما شابه، وبأن "الفكر يرد عليه بالفكر" إذا ما تعلق الأمر بكتاب يفترض أنه فلسفي أو تاريخي أو ما شابه.. كانوا يتحدثون، على سبيل المجاز، عن "المحرقة"، فإذا بهم اليوم يقيمون محرقة، بل محارق حقيقية، للكتب، ترتفع منها ألسنة اللهب لتلتهم ذخائر المدارس والمساجد.في مدرسة بالجيزة بمصر وقفت "الإدارة التعليمية" بتمامها تشاهد ـ منتشية ـ إحراق كتب متداولة منذ عقود، بعضها للرافعي، ونشرت الصحف الصورة وسط تهليل أنصار حرية الكفر وهم يصفقون ويفركون أيديهم فرحا! وفي المساجد كاد المصلون يذوبون حسرة وهم يرون حملات "محاكم التفتيش" تنطلق بأمر وزارة الأوقاف المصرية، لتصادر وتحرق ـ بالمعنى الحرفي ـ كتب الفقهاء والمفكرين: ابن تيمية، ابن عبد الوهاب، ابن باز، ابن عثيمين، عبد اللطيف مشتهري، السيد سابق، محمد الغزالي، سيد قطب، يوسف القرضاوي.. وآخرين.صادروا وأحرقوا "فقه السنة" الذي عني بطبعه وتوفيره بثمن زهيد الرئيس الأسبق "جمال عبدالناصر" ومنعوا روايتين وسيرة ذاتية وديوانا لسيد قطب، فضلا عن إحراق كتابه الفذ "خصائص التصوير الفني في القرآن الكريم".أما ما أحرقوا من مؤلفات العلامة "د. يوسف القرضاوي" فحسبك أن تقرأ عناوينه لتتأكد من همجية القوم، إذ أحرقوا مؤلفات منها: الإسلام والفن، الاجتهاد في الشريعة الإسلامية، خطابنا الإسلامي في عصر العولمة، دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي، رعاية البيئة في شريعة الإسلام، ظاهرة الغلو في التكفير، فقه اللهو والترويح، مع أئمة التجديد ورؤاهم في الفكر والإصلاح.وللأمر تفصيل نعود إليه إن شاء الله.