05 أكتوبر 2025

تسجيل

أزمات الإعلام

10 يوليو 2013

هل يلتزم الإعلام بالمصداقية والرغبة في إبراز الحقائق وقت الأزمات؟! لاشك أن الكل يعلم أنه في أي مجتمع يتيح حرية الإعلام يكون هناك إعلام رسمي إلى جانب إعلام معارض كشكل من أشكال الديمقراطية.... وكل فريق ينتمي لجهة يحقق أهدافها ويحمل وجهة نظرها ورؤيتها ولديه مفهوم يؤدي به رسالته الإعلامية والهدف الذي يرنو إليه ويصبح هنا التعاطي مختلفا.. فريق يقود شيئا لناسه والفريق الآخر يقول مايؤمن به.. ويهدف إليه.. ولعل المكانة المتميزة للإعلام تنبع من الدور الفعال الذي يقوم به وقت الأزمات.. فجمهور المشاهدين والمتابعين من الملايين يتابعون دوما معرفة الأخبار من خلال تلك الوسائل سواء المرئية أو المسموعة أو المقرءوة.. وكل مشاهد ومتابع يميل إلى القناة أو الوسيلة التي يحبذها ويؤمن برسالتها الإخبارية والتحليلية التي تقدمها قناته التي يتابعها.. والتي يقول عنها عالم النفس الألماني الأمريكي كيرت ليوين – إنه على طول الرحلة التي تقطعها المادة الإعلامية حتى تصل إلى الجمهور المستهدف توجد نقاط "بوابات "يتم فيها اتخاذ قرارات بما يدخل ومايخرج.. وكلما طالت المراحل التي تقطعها الأخبار حتى تظهر في الوسيلة الإعلامية.. وتزداد الواقع التي يصبح من سلطة فرد إلى عدة أفراد تقرر ما إذا كانت الرسالة ستنقل بنفس الشكل أو بعد إدخال تعديلات عليها ويصبح نفوذ من يديرون هذه البوابات له أهمية كبيرة في انتقال المعلومات حتى تذاع.. ويقول كيرت ليوين إن هناك في كل حلقة فردا يقرر ما إذا كانت الرسالة ستمر كما هي أم سيزيد عليها أو يحذف منها أو يلغيها تماما! وهذه الرسالة حينما تذاع لابد وأن تتفق مع أهداف هذه المؤسسات ويعتبر التزامه بهذه السياسات التي يرسمها أصحاب مالكيها والقائمين عليها ويظل السؤال هل هناك معايير تؤثر على حارس البوابة؟ نعم. وكما يقول صاحب النظرية إن هناك معايير بالفعل منها معايير المجتمع وتقاليده.. الوقت الذي يذاع فيه الخبر.. عوامل تنشئة هذا "الحارس" من اتجاهاته وميوله.. إضافة إلى معايير مهنية كسياسة الوسيلة الإعلامية ومصادر الأخبار المتاحة وعلاقات العمل وضغوطه والظرف الذي يذاع فيه الخبر.. ولعلنا هنا نذكر موقفا حديثا حدث منذ أيام حينما جاء مسؤول عسكري إلى التلفزيون المصري – مكلفا من قبل قيادة القوات المسلحة (الفريق السيسي) بإذاعة البيان إياه وكانت هناك تعليمات بألا يمر أو يعرف وزير الإعلام (حينذاك) محتوى البيان.. وأن يتم بثه دون أي تغيير أو حذف.. وهو ماكان يتضمن رسالة الفريق السيسي للرئيس المعزول محمد مرسي!! لو كان وزير الإعلام المصري قد عرف واطلع على محتوى البيان لكان الموقف اختلف تماما !