17 سبتمبر 2025
تسجيلحينما أعرف أنه يجب أن أنحني حين يرفع الجميع رؤوسهم عالياً.. حينها أعرف تماماً أني عربية المولد والنشأة!! حينما يقف الجميع منتصباً لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ويقبل برئيس عربي آخر أن تعتدي عليه قوات الولايات المتحدة الأمريكية وتسلبه ملكه وحريته، حينها يجب ان يعرف العالم أن ذلك يحدث فقط في البلاد العربية!! حينما يظل العدو يفكر كيف يحاربنا ويبيد شعبنا الفلسطيني، ويتنصل من كل اتفاقيات السلام التي وقعها، ونظل نحن نفكر كيف نصيغ مبادرات سلام جديدة، وكيف نقدمها وندعو أن يقبل العدو بها.. حينها اعلم وابصم بالعشرة أنك عربي شريف وليس من الخونة!! حينما ترفع رأسك وتجد السماء ملبدة بالغيوم وتقول: خير اللهم اجعله خيراً.. رغم أنه غيم مطر وخير وحينما تشاهد الطائرات الحربية الأمريكية تمشط سماءنا العربية وتقول جاءنا الفرج أخيراً فحينها عليك أن تعرف أنك عربي بمرتبة الشرف!! حينما تنعقد قمة وتحضر المطاحنة وتغيب المصالحة.. فارفع رأسك فوق.. أنت عربي يا سيدي!! حينما يغلب التعصب الرياضي على التعصب الوطني، ويبكي الرجل لضياع هدف، ولا تنزل دمعة واحدة على فقدان روح طفل فلسطيني، فحينها يجب أن تكون عربياً فقط ولا غير!! حينما أهتف لفريق رياضي وأتابعه وألحقه بكل ناد وبلاد وأفديه بروحي إذا جد الجد، وحين يهتف المنادي للصلاة وحي على الجهاد أجد نفسي تتثاقل وتدعي الأمراض المزمنة فحينها مبروك أنت عربي!! حينما يصافح الرئيس الرئيس الآخر ويعانقه ويطبطب على ظهره، لكنه حين يولي عنه يكيد له المؤامرات، فأنت وقتها لن تكون سوى إنسان عربي ذكي!! حينما تتكالب قوات العدو لتقتل الطفل والمرأة والرجل والمسن، وتجد نفسك تندد شاجباً مستنكراً رافضاً وتعود إلى بيتك لتشاهد الفيدو كليبات الرخيصة تستجدي متعاً رخيصة.. فيا سلام عليك أنت عربي مخلص!! حينما تحضر قمة وتبتسم وتضحك وتوقع الاتفاقيات ويصبح توقيعك ملزماً بالتنفيذ، وتقسم بعروبتك ودينك أنك ستنفذ لا محالة، فأنا أشهد بأنك ستنفذ حتى ولو بعت أرضك لأنك عربي، ووعدك وعد رجال!! حينما تجد ابنك المراهق يسيل لعابه أمام الإنترنت ولا تسأل، ويشاهدك ولدك ولعابك يسيل أنت الآخر وتصرخ أنت لا تستحي، هذا يسمونه تلصص وفضول وتطفل وتعلمه الأصول.. فانعم بسعدك أنت عربي!! حينما تقرأ كل ما قيل أعلاه وتستمر في تصفح الجريدة لتلقيها بعيداً دون أن تنتبه إلى أنك بالتأكيد واحد من هؤلاء العرب، فاعلم يا قارئي العزيز أنك عربي للأسف.. تعازي لك!! فاصلة أخيرة: كُنتُ في الرّحـْمِ حزينـاً دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ! لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي! آهِ.. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي (حَبْـلَ سِـرّي ) كُنتُ نَفّسْتُ بِِأُمّـي غَضَـبي خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي خَوْفَ أنْ تـَحْـبـَل مِن بَعْـدي بِغَيْري ثُـمّ يغـدو شقيقي — دونَ ذنبٍ — عَرَبيـّاً.. في بِلادِ العَرَبِ!!! ( أحمد مطر)