11 سبتمبر 2025
تسجيلموظف يذهب لعمله دون كلل ولا ضجر ولا ملل، يعشق وظيفته، مكتبه عبارة عن حاوية من العلب الفارغة وبقايا اطعمتنا اليومية، ولولا وظيفته لما استطعنا ان نتجول بالشوارع ولما ارتحنا في بيوتنا دقائق، هذه هي وظيفة (عامل النظافة)، بكل بساطة هذا الشخص من الصباح الباكر يتجول بسيارته ليلتقط القمامة التي وضعت على جانب المنزل، او التي وضعت في مكانها المعهود، ويأتي صاحبنا بسيارته ثم يقوم بأخذ الامانة التي وضعناها له، ليحافظ على المنظر الطيب للبيئة التي نعيشها. لا أحد يستطيع الاستغناء عن هذه الفئة، لولاهم (لانتشرت الامراض والاوبئة )، ولكن لحظة واحدة لنرى كيف يعملون؟ يقوم من السابعة صباحا (ويبدأ بالتجول يمنةً ويسرة )، ويجمع كل القذارة التي وضعت امام المنازل، ومنهم من ينظف بقايا الرحلة التي نقوم بها، نأكل ونتمتع ثم نرمي ما تبقى هنا وهناك، ويأتي هذا العامل المتواضع ليجمع ما طرحناه أرضاً، وهذا ما يحدث اكثر ايام (العطل الرسمية)، نجد الاطفال يرمون ما بيدهم، والكبار يأكلون ويرمون البقايا، بلا مبالاةٍ.. إن هناك روحاً قد (تتعب) وهي تلملم في هذا الحر الشديد، وهي وظيفته بلا محالة، ولكن نسينا ان وظيفتنا تكمن في ان نحافظ ايضاً على نظافة المكان الذي نجلس فيه، فنظافته تعكس شخصيتنا، ولا تنس ان الدين وصانا بالنظافة، ووصانا بالعطف على هذه الفئة، فمن لا يرحم لا يُرحم. هذه الفئة لا تجد الاحترام والعطف منا، وكأنها منبذوة، سألت أحدهم لمَ لا تحترمهم وتقوم بدل ذلك بإظهار (عضلاتك) عليهم، تعاملهم كالبهائم، فقال: العيب ليس منا بل منذ أن كنا صغاراً كنا نجدهم هكذا يُعاملون، ويسخرون من مهنته ورائحته، فما هي إلا وراثة ورثناها من الكبار (ليس اللوم عليه بل على من لا يتربى على الخلق الحميد، واللوم على من لا يتأثر بالنبي عليه السلام، فقد كان عطوفا رحوما ونحن لا نستطيع وراثة صفة طيبة من صفاته، نسأل الله ان يليِّن هذ القلوب التي تحجرت وأصبحت (ألعنَ) من الحجارة. عامل النظافة ان رتبنا جدولاً وكتبنا كم يجد بالمائة في الامور التالية (المكانة الاجتماعية، الاحترام، الصحة، العطف، المحبة) لوجدنا الجواب بين القوسين (صفر % )، ولو كان هناك اقل من الصفر لكتبته، ناهيك نسياننا ان الحديث الشريف يقول: (الايمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان) صدق صلى الله عليه وسلم، فصاحبنا أعتبره أفضل مني ومنك، نحن من يستحق الصفر، وليس هو. موقف: في يوم من الأيام وأنا أستمع الاذاعة، شدني الحوار بين المذيعة واحد المشاركين، اذ بها تسأله، لماذا رميت ما بيدك بالشارع، ولم ترمِه بالمكان المخصص له؟ أجاب: حتى يحلل عامل النظافة راتبه، فان جاء بالغد ولم يجد شيئاً ينظفه سيذهب دون ان يكون قد عمل شيئاً في هذا اليوم، انتهى حديثه.. (وأترك لكم التعليق على تصرفه وقوله). لحظة: إن حرارة الجو لا يطيقه اي شخص منا، والدليل أننا نجد الكثير من الناس قد اتجه خارج قطر هرباً من الحر، فكيف يتحمله هذا المتجول بالشوارع، انا لا أقصد أن نشتري له تذكرة سفر الى لندن، ولكن أقصد أضعف الإيمان نمد له يد العون بمبلغ قد لا يتجاوز (عشرة ريالات)، أو إعطاؤه (غرشة ماء بارد يروي ظمأه) نطمع أن يقينا الله بها عطش يوم الدين، لماذا لا نعلم كيفية التعامل مع من هم أدنى منا، ولا نعلم ما هي أخلاق الاسلام؟، لكن لنتذكر أمراً واحداً (من لا يرحم لا يُرحم). واجبك نحوه ببساطة: 1 — ابتسم بوجهه وضع يدك على كتفه.. اجعله يشعر بأنك تخفف عن تعبه بتعاملك هذا، فوالله شعوره بهذا الشيء يجعله ينسى تعب يومه. 2 — لو كان وقت الظهيرة ووجدته عند باب منزلك لا تبخل عليه بالماء البارد او بشيء يسد جوعه، فأنت لا تعلم هل هذا الشخص قد أكل شيئاً من الصباح أو ظل على فراغ معدته. 3 — إن كانت لديك بعض الملابس النظيفة بدلاً من رميها قدمها له بطريقة طيبة، فأنت تحتاج بالغد ان يكسوك الله يوم يكون الخلائق عراة. وهناك عدة طرق لتجعله يفرح منك ومن تعاملك، وتخيل قبل كل ذلك لو أن أحداً من أقربائك يعمل بهذه الوظيفة ألا ترحمه؟.. الرد أتركه لك، اجعل شعارك ان تمشي بالارض وانت (ملاك الرحمة) ولا تكن متسلطاً وقاسياً خاصة على هذه الفئة. همسة: تعهد بينك وبين ربك الا تقوم بإيذاء هذه الفئة، فلولا الحاجة لما جاؤوا وقبلوا هذه الوظيفة، ولولاهم (لقمت أنت بتنظيف قمامتك وحملها لمكان بعيد عن منزلك)، فارحموا تُرحموا. [email protected]