08 أكتوبر 2025
تسجيلسيكتب التاريخ أنه في ليلة العاشر من رمضان 1438 هجري الموافق 5 يونيو 2017م، كانت ساعة الصفر لبدء خطة المؤامرة على دولة قطر وهزيمتها من قبل أربع دول أشقاء لها، منها ثلاث دول مجاورة وتعتبر الشقيقة الكبرى منها المملكة العربية السعودية المنفذ البري الوحيد لشبه جزيرة قطر التي يحيطها البحر من ثلاثة جوانب وتحدها من الحدود البحرية الشرقية الامارات العربية المتحدة ومن الحدود البحرية الغربية مملكة البحرين ثالث دول الحصار ورابعهم باسط ذراعيه بالوصيد، وهي الشقيقة مصر. قوة عزيمة الشعب القطري ومرت ثلاث سنوات بالتمام والكمال على هذه الخطة العدوانية التي كان من أهدافها الأساسية هزيمة دولة قطر بعد ان يتم حصارها جواً وبحراً وبراً، وتأليب شعبها الوفي على قيادتها، وكل ذلك لأسباب كانت غامضة في بداية الأمر، ولكنها تكشفت شيئاً فشيئاً لتتضح الصورة أمام العالم كله بأن لكل دولة من دول الحصار الأربع كانت هناك اسباب منعزلة عن الأخرى، ويظهرون بأنهم يتفقون عليها وكلها أسباب ومبررات يغلب عليها الطمع والحسد على بلوغ دولة قطر واحتلالها مكانة عالمية بين الأمم، ولكن فشلت جميع خططهم الأساسية والبديلة في بلوغ اي هدف من أهدافهم العدائية واللانسانية لحصار شعب كامل وهم يعتقدون بانهم سيمنعون عنه الغذاء والدواء وأنه سيخضع لمؤامراتهم الشيطانية ولكن انقلب السحر على الساحر وأمددنا الله بقوة عزيمة وقيادة حكيمة أدارت هذه الأزمة وحولت نيران دول الحصار الى شموع انتصارات. كيف تحول الحصار إلى انتصار لأننا كشعب نحب أميرنا ونثق في قيادتنا الحكيمة جددنا الولاء والطاعة لحكومتنا الرشيدة بدأت قيادتنا على الفور في اتخاذ الاجراءات السريعة الكفيلة بتخفيف اضرار الحصار على الشعب الذي التف حولها ونجحت في اول عام من الحصار في افشال اهداف الخطة الشيطانية لدول الحصار ومر العام الثاني الذي زادنا قوة وصلابة بإمكانياتنا التي وهبها الله لنا، له الحمد والشكر والمنة، وجاء العام الثالث وأبعدنا مسافة بعيدة من الحصار جعلتنا ننسى كشعب آلامنا بغدر أشقائنا وأرحامنا ومؤامراتهم الدنيئة،، وبشهادة العالم اجمع نجحت دولتنا الحبيبة في كل سياستها الحكيمة التي اتخذتها حيال أزمة الحصار، أوجزها في التالي:- سياسات قصيرة الأجل قامت قيادتنا الحكيمة بتأمين سياسة الاستيراد للمواد الغذائية والضرورية من الدول الصديقة الأخرى عبر السبل والطرق البديلة منها البحرية والجوية وتعزيز سياسات الصرف بالتدخل المباشر من الدولة لضمان تدفق السلع الضرورية بالأسعار المناسبة وضخ السيولة المناسبة لاستقرار سعر الصرف للعملة القطرية وتعويض رؤوس الأموال المسحوبة من دول الحصار التي أرادت بذلك انهيار اقتصاد دولتنا الحبيبة، ولكن باتباع هذه السياسة الناجحة بكل امتياز فوتت قيادتنا الحكيمة الفرصة لتحقيق عدة أهداف من الأهداف الشيطانية لدول الحصار، سياسات متوسطة المدى وطويلة المدى: تركزت هذه السياسات في تنويع الاستيراد وتقوية طاقة الانتاج وتقوية علاقات قطر الاقتصادية مع دول مؤثرة وذلك من خلال تبني مجموعة من السياسات والقرارات الحكيمة في مجال الانتاج الحيواني والزراعي والصناعات الخفيفة والجذب السياحي وتنويع شركاء قطر التجاريين وزيادة الاستثمارات الخارجية المتنوعة في البنى التحتية وتنويعها واستضافة كأس العالم والتوسع في صناعة الغاز الطبيعي المسال والبقاء على القمة في هذه الصناعة مما دعم الاقتصاد القطري وجعله اكثر قوة بتقوية علاقاتنا مع دول مؤثرة على الساحتين الاقتصادية والسياسية العالمية، ونتج عن ذلك البدء في تنفيذ الخطة التنموية الخمسية التي تهدف الى الاكتفاء الذاتي بنسبة 80% من المواد الغذائية خاصة المنتجات الحيوانية من اللحوم والألبان ومنتجات الدجاج من اللحوم والبيض في عام 2023م وستتفوق على جميع دول الحصار في الاكتفاء الذاتي، وهذا احد مكاسب الحصار. ضعف إمكانيات دول الحصار واتضح جلياً بأن ارتباط اقتصاد قطر باقتصاديات دول الخليج كان محدوداً، لأن منظومة مجلس التعاون فشلت في التكامل الاقتصادي فيما بينها لعدم توافر الارادة السياسية بين دول مجلس التعاون وفشلت في التنويع الاقتصادي مما افشل دول الحصار في تحقيق هدفها بخلق أزمة اقتصادية لدولتنا الحبيبة قطرلانعدام الادوات الاقتصادية اللازمة لفرض حصار فعّال على قطر والضغط عليها سواء من خلال الحصار التجاري او المالي او السياسي ولم تنجح تلك الدول سوى في قفل الأجواء امام الطيران والنقل البري والسياحة الاقليمية مما سهل على قيادتنا الحكيمة فى تجاوز هذه الأزمة المفتعلة وجعلها غير مؤثرة في جميع الأصعدة، كما أن الدول المحاصرة ضعيفة اقتصاديا في مجال التبادل التجاري وهي تنتج نفس الموارد ولا تستطيع تنويعها، وكذلك لا يوجد اي تكامل صناعي بين دول الخليج مما جعلها ضعيفة في مجال الصناعة وتنويع الموارد وفشل السياسات الاقتصادية لدول الخليج أضعفها واضعف قوتها في حصار اي دولة وممارسة الضغط عليها. كسرة أخيرة: لم تكسب دول الحصار غير الخذلان من مؤامراتها على دولة قطر اقتصاديا وسياسيا بل زادت من مكانة قطر عالميا وزادت ثقة المنظمات الدولية في قطر لدعمها الدائم لاتفاقيات السلام العالمي واقتدارها في تنظيم الفعاليات والمؤتمرات والأنشطة العالمية، ولم تنجح دول الحصار في مؤامراتها سوى في تفكيك الأسر والنسيج الاجتماعي الذي اتسم به المجتمع القطري مع مجتمعات دول مجلس التعاون، خاصة انه لا يكاد يخلو بيت من بيوت قطر إلا وتربطه علاقات اسرية مع دول الحصار، ولا زالت قطر وقيادتها تمد يدها للتحاور والتصالح من اجل عدم قطع النسيج الاجتماعي والأسري بين المجتمعات الخليجية.