14 سبتمبر 2025
تسجيلإن عمليات القتل والاغتيالات والتفجيرات التي تحدث في بعض البلاد محظورة شرعا، وغير مقبولة عقلا، ولا تتفق مع أحكام الإسلام ومبادئه، بالإضافة إلى أنها تشوه صورة الإسلام، وتعطي مبررات للأعداء للهجوم على الإسلام ووصفه بالإرهاب والقسوة، وبالتالي عدم انتشاره، وحينئذ تصبح هذه الأعمال مع حرمتها حاجزاً أمام انتشار الإسلام، وفتنة لغير المسلمين.إن إطلاق اسم الجهاد على هذه التفجيرات التي توجه نحو المدنيين مسلمين أو غير مسلمين ظلم كبير وتشويه خطير لهذا المصطلح الإسلامي الجميل الذي يراد به استفراغ الجهد لنشر الدعوة، وإصلاح الناس، في حين أن هذه العمليات تدخل فعلا ضمن العنف المحظور والإرهاب المحرم، والاعتداء الجائر، والظلم البين بحق من يقتل من الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، فقال -تعالى- في بيان حرمة الاعتداء على النفس الإنسانية مطلقا بدون حق "أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"، ويقول -تعالى- "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" . ويقول الرسول الكريم في حديث صحيح متفق عليه "فإن دماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا" . ومن المعلوم في الشريعة الإسلامية بداهة أن حقوق الناس مصونة محفوظة لا يجوز الاعتداء عليها، وأن الحسنات حتى الجهاد والاستشهاد في سبيل الله لن تكون كفارة وإزالة لحقوق الناس، فقد ورد في الحديث الصحيح أن أبا قتادة قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرأيت إن قُتلتُ في سبيل الله أتكفر عني خطاياي، فقال رسول الله "نعم وأنت صابر محتسب غير مدبر إلا الدين، فإن جبريل قال لي ذلك"، وعن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً"، ولخطورة الدماء فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء". وروى مسلم في صحيحه بسنده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قَتَل، ولا المقتول فيما قُتِل"، حيث يدل على استهانة الناس بالقتل مع أنه من الكبائر الموبقات .