16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لو أن ما يعرض في رمضان هذا العام من مسلسلات له اسم واحد، لكان هذا الاسم هو "عودة المومياء" مع الاعتذار للمومياء، التي تزداد قيمة كلما مرت عليها السنوات، بينما المسلسلات تكرس ـ عاما بعد عام ـ سخافة تصل إلى أن نشاهد "يسرا" في دور قريب من أول ظهور لها على الشاشة قبل 43 سنة (في 1973) وأن تظل تلعب دور الأنثى محط أنظار الرجال وهي في الحادية والستين من عمرها! بينما "لوسي" التي تصغرها ـ والحق يقال ـ بتسعة أشهر، تكتفي بدور "الراقصة المعتزلة" في مسلسل يظهر فيه "جميل راتب" محتفلا ببلوغه 90 سنة. ممثلون يختصرون من عمرهم، على الأقل، جيلا كاملا، فالأجداد: عادل إمام، يحيى الفخراني، محمود عبد العزيز، لبلبة، وكلهم جاوزوا السبعين، يلعبون دور الآباء. والأمهات اللواتي جاوزن الخمسين، ومنهن ليلى علوي وغادة عبد الرازق يلعبن أدوار الفتيات، وتواصل "فيفي عبده" المشاركة في برامج "المقالب" والحديث عن "الإغراء" وهي في الثالثة والستين من عمرها!لا عيب أبداً في أن يتقدم المرء في العمر، لكن العيب ـ كل العيب ـ في عدم احترامه لسنه، الذي يظل حقيقة، لا يجدي إنكارها، تطل من ثغرات التبرج وشقوق البوتكس وخصلات الشعر المستعار، وتصادر إمكانية التواصل مع أي من زمرة "المتصابين"!والأسوأ أن وجوه المسلسلات ليست بدعا ولا "نزقا" خارج السياق، فبنية الشاشة كلها محنطة، وما تعرضه من حيث الأفكار والتوجهات والمعالجات أشبه بـ"فرانكنشتاين" ملفق من جثث مختلفة، يجمع أسوأ ما جادت به قرائح العقود السابقة، من برامج "المقالب" التي يفترض صناعها أنها ما زالت "فكاهية" ويدعون اعتمادها على "المفاجأة" مع أن فكاهتها سردت عشرات المرات خلال عقود خلت، ومفاجآتها افتضح أنها مفتعلة ومرتبة، وتحررت بهذا الفضح محاضر، وتداولته المحاكم! إلى برامج "الدعاة" الذين ما زالوا يوصفون بـ"الجدد" بعد ربع القرن من إطلالتهم الأولى!الشاشة الصغيرة، في رمضان وفي غيره، ليست إلا تعبيرا عن واحدة من أزمات المجتمع وقد وصلت إلى ذروتها، أزمة مصادرة الأجيال، واحتكار حق الوجود، والمحاولة البائسة لتجميد الزمن، ولو لم يكن هناك إلا هذه الأزمة وحدها لكانت سببا أكثر من كاف لاندلاع الثورة.