23 نوفمبر 2025
تسجيلجاء فتى غلام لرسول الله يطلب الإذن بالزنا ، فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا (مه، مه) فقال: ادن، - اقترب - فدنا منه قريبا ، قال : فجلس قال : أتحبه لأمك ،قال : لا والله جعلني فداك ، قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، قال : أتخذه لأختك ؟ قال : لا جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس لا يحبونه لأخواتهم . قال : أتحبه لعمتك ؟ قال : لا جعلني فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم ، قال : أتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله جعلني فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فتوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وأحسن فرجه . فلم يكن من الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء . رواه أحمد وقال الشيخ الألباني : إسناده صحيح . والخلق اسم لِسَجيَّة ( الطبع ) الإنسان وطبيعتِه التي خُلِقَ عليها ،والأخلاق غرائز كامنة تظهر بالاختبار . الخلق هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال . فإن كانت هذه الهيئة تصدر عنها أفعال جميلة سميت هذه الهيئة في الشرع الحنيف خلقاً حسناً . وإن صدرت عنها أفعال قبيحة سميت في الشرع خلقاً سيئاً .والخلق هو صورة الإنسان الباطنة ،لأن الإنسان صورتان : صورة ظاهرة وهي التي يراه بها كل الناس . وهي حسنة أو قبيحة . وصورة باطنة : وهي حال لنفسه راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر . يكون الخلق الحسن مع الخالق جل وعلا بالاعتقاد الصحيح فيه كما جاء في كتابه وسنة رسوله وفي طاعته والاستجابة لأمره ونهيه وتصديق كتابه ووصفه سبحانه بما وصف به نفسه ونفي عنه ما نفاه عن نفسه . فإن الله تعالى أعاب على عبيد ما قدروه حق قدره ، فقال : وما قدروا الله حق قدره . وقال : وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولُعِنُوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق حيث يشاء .... وقال :( لقد سمعالله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا) . وإكرام عباده وأوليائه وأهل طاعته ، والوقوف عند حدوده وتقديس ما قدَّسه وعظمه .