14 سبتمبر 2025

تسجيل

رقي المشاعر الإنسانية

10 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الإنسان الحق هو الذي تتجاوز اهتماماته حدود مصالحه الخاصة، ويقدر على الإحاطة بمصلحة المجتمع ككل عطاء ومحبة وإنسانية، سيما في هذا الشهر الكريم. حيث إن تنامي العمل الإنساني والخيري مؤشر على رقي المجتمعات. وكلما تطور الفرد وارتقى في تفكيره ونظرته للحياة زادت مساهماته وأعماله الخيرية. ونرى في المجتمعات المتقدمة كيف يسيطر العمل الخيري على اهتمام كل الشرائح الاجتماعية، بل إن رجال أعمال كبارا يتبرعون بالحصة الأكبر من ثروتهم للعمل الخيري مثل رجل الأعمال الأمريكي وارن بافت الذي تبرع بنحو 37 مليار دولار -أي نحو 85 في المائة من إجمالي ثروته- للأعمال الخيرية. إن وجود أشخاص يهتمون بالعمل الخيري ويضحون بأوقاتهم وثرواتهم في سبيله هو ملمح إنساني نقي، يعيد لنا قناعتنا بوجود الخير وتناميه، وهذا يشكل خط التوازن الذي يحمي العلاقات الإنسانية في المجتمعات. ما يعيب زمننا هذا هو حدة المادية المفرطة التي تجعل الجميع يلهث في حفل معروف مسبقا نهايته، ورغم ذلك ينسى الجميع النهاية وينشغلون بالتفاصيل الصغيرة. إننا حينما نقارن بين مساهمات رجال الأعمال في الدول المتقدمة الذين يعتبرون العمل الخيري جزءا من مسؤولياتهم وردّ دين للمجتمعات التي استفادوا منها وبين مساهمات بعض الأثرياء العرب نشعر بالخجل. فأناس يصنعون ثرواتهم بكل الطرق الممكنة وربما غير الممكنة ثم لا نسمع إلا عن قصصهم ومغامراتهم في أنحاء العالم، بينما عملهم الخيري شبه معدوم أو لنقل شبه محدود. بينما رجال الأعمال في المجتمعات المتقدمة يصنعون ثرواتهم بجهدهم وبابتكاراتهم ويحققون ثروات هائلة ليعودوا ويتبرعوا بالحصة الأكبر منها للمحتاجين والمشاريع الخيرية.. مقارنة مخجلة.. ففي حين أن ديننا الحنيف يحثنا على مبدأ التكافل، نعجز عن ترجمة هذا إلى واقع فعلي، بينما آخرون يرسمون لوحة رائعة للحس الإنساني الراقي. المادة وسيلة وليست غاية.. فما معنى كل هذا الثراء في العالم ما لم تكن سعيدا من الداخل! فاحتياجات الإنسان بسيطة والسعادة تنطلق من جوهر الإنسان.. العطاء يغسل النفس من الداخل ويجعلنا أكثر تصالحا مع أنفسنا.